دعا الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة خلال افتتاحه فعاليات منتدى جدة الاقتصادي مساء أمس في فندق هيلتون جدة إلى المزيد من التعاون والاندماج الاقتصادي. وقال: »إن التكامل والمنافسة الإيجابية هما جناحا طائر التقدم والازدهار للإنسانية، والكل مدعو اليوم للعمل جنبا إلى جنب من أجل تعافي الاقتصاد العالمي واستقراره، وبما يحقق النفع للبشرية عموما. وقال الأمير خالد الفيصل في حفل افتتاح المنتدى العاشر أمس الذي يأتي بعد عام من التوقف: »إن السعودية لا تزال تعظم دورها بقوة في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي ومعالجة الجوع والفقر وغيرها من الأمراض في المنطقة والعالم ولاسيما في وقت أفرزت فيه الأزمة العالمية المزيد من تلك الحالات المأساوية، وعلى مدى عقود طويلة ظلت السعودية شريكا فاعلا مميزا في المشهد الاقتصادي العالمي واكتسبت أهميتها عضوا في مجموعة العشرين على أساس مركزها المتقدم في قائمة المجموعة من حيث إجمالي ناتجها المحلي عموما، ومن حيث موقعها في سوق النفط العالمية وتأثيرها الإيجابي في تعافي الاقتصاد العالمي من أزمته الراهنة. وأضاف: »لا ينسى العالم أن السعودية طالما سعت لاعتماد سياسة التعقل والاعتدال على المستويين الإقليمي والعالمي ويحسب لها أنها قوة الاعتدال في بحر تتلاطم فيه الأمواج وأنه على سبيل المثال لولا مساعيها الحكيمة في معالجة الارتفاع الحاد في أسعار النفط عام 2008 لطال الضرر اقتصاد كل دول العالم بما فيها دول النفط بأكثر ما قد يعود عليها من فائدة كما أن السعودية من أكبر المساهمين في المساعدات والإعانات الدولية من خلال الصندوق السعودي للتنمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي للتنمية والبنك الإسلامي الذي يتخذ مقره في مدينة جدة إلى غير ذلك من النجدات التي تهرع بها في الأزمات على النطاق العالمي دون تمييز. وختم الأمير خالد بالقول »آمل أن تسهم أعمال المنتدى بتوصيات واقعية قابلة للتطبيق في إطار زمني معقول من أجل تعافي الاقتصاد العالمي ومساعدة الشعوب على تحقيق تنميتها المستدامة. وأكد أن اتخاذ السعودية سياسة الاعتدال وقوتها فيه ثبت مكانتها عالميا وإقليميا. وشاهد أمير منطقة مكةالمكرمة أمس الذين تقدمهم الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وعبدالله زينل وزير التجارة والصناعة والحضور عرضا مرئيا وثائقيا عن منتدى جدة الاقتصادي خلال الأعوام السابقة. ثم ألقى الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر رئيس منتدى جدة الاقتصادي رئيس مركز الخليج للأبحاث كلمة رحب فيها بالأمير خالد الفيصل والحضور رافعا شكره له على رعايته فعاليات المنتدى. وكشف أن الترتيبات التي اتخذت من أجل انعقاد المنتدى كانت تليق بمكانة السعودية ومدينة جدة من حيث نوعية الحضور من الداخل والخارج وكذلك المشاركون والمتحدثون الذين بلغ عددهم أكثر من 1200 مشارك من الخبراء والمهتمين بمجالات اقتصادية مختلفة، وبلغ عدد الأكاديميين منهم 15 في المئة ومنهم 370 سيدة أعمال. وأفاد بأن عدد المتحدثين في المنتدى يتراوح بين 35 إلى 37 متحدثا بين مسؤولين وتنفيذيين ورؤساء شركات وخبراء اقتصاديين وماليين محليين ودوليين، لافتا إلى أن مركز الخليج للأبحاث سيلخص كل جلسة من الجلسات ومن ثم إعداد توصيات نهائية بعد المنتدى يتم تسليمها إلى غرفة جدة كما سيتم نقل جميع الفعاليات مباشرة على الموقع الرسمي للمنتدى على شبكة الإنترنت. وأشار إلى أن التوقعات تشير إلى تحقيق فائض في الإيرادات للمنتدى يصل إلى 1.5 مليون ريال، مشيدا بالدعم الكبير الذي يلقاه المنتدى من الأمير خالد الفيصل. ثم ألقى صالح بن عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة كلمة أزجى خلالها الشكر لأمير منطقة مكةالمكرمة على رعايته هذا الحدث الاقتصادي المهم الذي وضع جدة في مكانة اقتصادية عالمية، وذلك باستضافته وإشراكه لنخبة من الخبراء والاختصاصيين على مستوى العالم، وأكد أن منتدى جدة الاقتصادي الذي يقام تحت شعار (الاقتصاد العالمي 2020) يتخذ نهجا استشرافيا يحدد الاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية ويحاكي الوضع الراهن للاقتصاد العالمي. وأكد حرص (غرفة جدة) على نجاح الملتقى، مشيرا إلى أن استبعاد موضوع كارثة جدة كموضوع للبحث كان بسبب محليتها وأن التحقيقات لا تزال جارية فيها، وتمنى رئيس غرفة جدة نجاح المشاركين في الوصول إلى ما يطمح إليه المنظمون للمنتدى، وشدد على أن المنتدى كان سيحمل عنوان كارثة جدة كونها كارثة أخلاقية إلا أن التحقيق الذي لم ينته فيها ومحليتها كمشكلة أبعدها عن الطرح في المنتدى الحالي. وفي نهاية الحفل كرم الأمير خالد الفيصل الشركات الراعية وفي مقدمتها شركة اتحاد عذيب للاتصالات (جو) حيث تسلم الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة اتحاد عذيب للاتصالات درعا من راعي الحفل إلى جانب الرعاة المشاركين والرئيسيين للمنتدى.