استجمع أب في عسير جأشه، واستطاع أن يتغلب على مشاعره الإنسانية التي تشتتت بين ابنين له أحدهما قاتل والآخر مقتول، وعفا الأب عن ابنه وسط جمع غفير من رجال قبيلة آل سريع في جنوب أبها، ليستطيع أن يجمع شمل أبنائه بعد فراق دام سنة ونصفا. وتعود القصة إلى رمضان قبل الماضي عندما اختلف الشقيقان من نفس الأب على أمور مادية وعائلية، وعلى أثرها أطلق الأخ الأكبر النار على أخيه الأصغر من مسدسه الشخصي، فلقي حتفه على الفور، وتم بعد ذلك إيداع القاتل السجن واعترف أثناء التحقيقات بجرمه وسوء صنيعه، معللا ذلك بوسوسة الشيطان والغضب، فيما كان موقف الأب أصدق مثال على ضبط النفس والحلم، فعفا عنه لوجه الله تعالى ودون مقابل، وأثناء التجمع القبلي تحدث أحد الأشقاء مخاطبا أباه وإخوانه الآخرين والحضور، وأبدى استعداده أن يحكم على نفسه بما اعتادته القبائل والأعراف الاجتماعية إلا أن الأب فاجأ الجميع بعفوه دون مقابل.