جمع الدكتور عبدالعزيز بن محمد السدحان المئات من الأمثال الشعبية الدارجة على ألسنة سكان مناطق وبلدان الجزيرة العربية في كتابه الجديد (أمثال شعبية من الجزيرة العربية مقتبسة من نصوص شرعية) الذي طبعته دارة الملك عبدالعزيز أخيرا ضمن سلسلة كتب تصدرها الدارة. وكما يوحي عنوان الكتاب، تحرى السدحان في جمعه للأمثال أن تكون مقتبسة من نص قرآني أو تطابقت في المعنى أو تشابهت في تركيبها اللغوي مع آية قرآنية أو حديث شريف. وأشار السدحان في معرض حديثه إلى أن هذه الأمثال دليل قوي على ارتباط شعوب المنطقة بالنص الإسلامي، وتمسكهم بالعقيدة وتأثرهم بالنصوص التي تحتوي على عظات وتوجيهات حكيمة. ويكشف المؤلف مع كل مثل المعاني الغامضة في ألفاظه إن وجدت، كما يعلق على الأحاديث من حيث قوة سندها أو ضعفه، كما ينبه إلى ما جاء في بعض الأمثال من محذورات شرعية حتى يتوقف الناس عن تناقلها، فلا تسري على ألسنتهم، ومن ذلك قولهم: (أمره بين الكاف والنون). ومن الأمثلة التي أوردها المؤلف في قسم الأمثال المقتبسة من نصوص قرآنية، المثل (ما على الرسول إلا البلاغ) وهو مثل مقتبس من الآية القرآنية الكريمة (ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون)، ومن الأمثال الدارجة بين الناس وهي مقتبسة من معنى قرآني، قول العامة: (على هامان يا فرعون) وهو مستوحى من المعنى الذي تتضمنه الآية القرآنية الشريفة (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا). وفي قسم الأمثال المقتبسة من السنة النبوية، يورد المؤلف المثل القائل: (المسعر في السماء) على أنه مأخوذ من حديث أنس قال: غلا السعر على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، قد غلا السعر فسعّر لنا، فقال: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق، وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد يطلبني بمظلمة في دم ولا مال).