سكنت العدالة بعد ثلاث سنوات عجاف بيت الإنسانة فاطمة العزاز - الزوجة في قضية تكافؤ النسب الشهيرة - والتي لجأت مع رضيعها لدار الرعاية بالدمام بعد أن شمرت “الطبقية” المنتنة عن ساعديها للسعي في تفريقها عن زوجها الإنسان منصور التيماني، ففي خبر مبهج زفته وسائل الإعلام قبل أيام نقضت المحكمة العليا الحكم الصادر ببطلان زواجهما، ذلك الحكم الذي شكل وجها بدائيا وذهنية تراثية لا تزال عالقة برؤوس بعضنا، وبينت فهما ل فقه الواقع وضرورات التمدن/ التحضر، قبل أن يساهم ذلك النقض في ردم هوة شيء من عاداتنا المتطرفة تجاه بعضنا وناحية تناقضاتنا.. لم تكن فاطمة هي الأولى لكنها ربما كانت الأكثر إيمانا بأن من حقها أن تقول: لا، أن ترفض عصا القمع وتلك القوانين العشائرية التي قذفت بقيم الإنسان في الدرك الأسفل من التهميش، فعلت فاطمة خيرا أن حركت المياه الراكدة، وبعثرت أوراق الذين يعتقدون أنهم الأنقياء / الأتقياء، وأولئك الذين يعانون تضخما سافرا لمفاهيم التسلط الذكوري وقرون الاستعباد.. شرعت لنا فاطمة الخطوات الأسمى نحو حق الإنسان في العيش دون معاول الوصاية.. نحو تصحيح مسارات التعاطي القضائي.. في زمن بعثت فيه مفاهيم التعنصر وتوزيع الناس حسب مناطقهم ومتانة ارتباطهم بالقبيلة من عدمها، وهوسهم بأشجار العائلة المتفرعة من آدم، رغم علمهم أن الحضارات العظيمة بنيت على: ما الذي يمكن عمله لننهض، وليس على: أنت وش ترجع له..! هنيئا لفاطمة ولنا وللوطن..