لم يمر اختبار النحو في اختبارات نصف العام الدراسي الأول في مجمع الملك سعود الثانوي بالرياض بسلام، بسبب السؤال الذي انقسم حوله طلاب المجمع بين مؤيد ومعارض. ورغم الروح الرياضية العالية التي تحلى بها المعلم محمد القويفل (واضع السؤال) إلا أن بعض الطلبة لم يكونوا بالروح ذاتها، وكانوا متعصبين جدا غير آبهين للتبريرات التي ساقها لهم بمجرد اطلاعهم على السؤال.. ويقول الطالب (م. ع) من المدرسة نفسها: “ليس من حق المعلم أن يقحم انتماءاته الكروية في اختيار يحدد مصير مئات الطلاب، وهذا الأمر مرفوض تماما، حتى وإن كنت أشاركه الميول الهلالية ذاتها، لكن يجب إبعاد التعصب الرياضي عن العملية التعليمية، فنحن نحضر إلى المدرسة للتعلم وتلقي العلم، ونستذكر دروسا، لا لنجيب على تساؤل عن زعيم القارة الآسيوية”. ويرى زميل له فضل عدم التصريح أو التلميح باسمه، أن ما قام به المعلم القويفل غير منطقي وغير معقول، فهو غير مقتنع إطلاقا بالأسئلة التي ترد من خارج المنهج، فكيف بسؤال يغذي روح التعصب الرياضي لدى الطلاب، وأوضح أن الأمر يجب أن يتدارك، ويؤخذ تعهد على المعلم حتى لا يكرر فعلته، وبذلك يكون خسر ثقة طلابه وزملائه، سواء شاركوه الميول أو لم يشاركوه. ويعتبر عبدالله العتيبي (من مدرسة أخرى) أنه سعيد بهذا الخبر، ويقول: “جميل أن يكون لدينا معلمون واقعيون إلى هذا الحد في وضع الأسئلة، فأنا مع هذا النوع من الاختبارات، وهذا الأمر له انعكاس نفسي على الطلاب، بحيث يشعرهم بالراحة أثناء أداء الامتحان، ولا يجعلهم متشنجين أثناء الإجابة”. وزاد العتيبي: “أحيي هذا المعلم، وتمنيت لو درسني؛ لأنه رجل شجاع لا يهتم بالآلية الروتينية المتبعة التي جعلتنا نكره الدراسة”. أما سالم الخالدي (طالب جامعي) فيؤكد أن قاعة الامتحان ليست مدرج كرة قدم حتى ينشر فيها كائن من كان تعصبه، ويضيف: “هذه النوعية من الأسئلة مرفوضة وتعزز التعصب المرفوض تماما في جميع الأوساط، فما بالكم وهو يطرح في وسط تربوي؟”. ويضيف: “كان حريا بهذا المعلم وغيره من المعلمين الذين ينشرون التعصب القبلي والرياضي وغيره من أنواع التعصبات، أن يوعوا الطلاب ويحذروهم من هذا التعصب ومساوئه”.