حقيقة لا مناص منها تلك التي أكدها منتدى دافوس الاقتصادي، وهي إعلان ولادة نظام مالي عالمي جديد وذهاب النموذج الماضي إلى غير رجعة بعد الأزمة المالية العالمية التي كانت محور مداولات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي شارك فيه أكثر من 1400من كبار مديرى الشركات الكبرى فى العالم، وحوالى 30 من رؤساء الدول أو الحكومات، وأكثر من 60 وزيرا حكوميا، وأكثر من 100 مسؤول بارز من المنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية، وكرّس للاستفادة من دروس ما بعد الأزمة العالمية. وعلى الرغم من التفاؤل الحذر الذي صبغ اجتماعات المنتدى إلا أن كلاوس شواب مؤسس المنتدى ورئيسه التنفيذي حذر من خطر أن يصبح عام 2010 عام الأزمة الاجتماعية، بعد الأزمة الاقتصادية عام 2009، والأزمة المالية عام 2008، وحذر شواب من أن الأزمة الاجتماعية المحتملة يمكن بسهولة أن تصبح أزمة تتناقلها الأجيال إذا استمر زعماء العالم فى عادتهم الخطيرة بتأجيل الحل الحقيقى للمشكلة. وأوضح رئيس المنتدى الاقتصادى العالمى أنه من “الخطر” بالنسبة لزعماء العالم أن يعتقدوا أن المرحلة الأسوأ من الأزمة قد انتهت، وأننا عدنا إلى أنشطة الأعمال كما كنا من قبل.وأكد أن الأزمة غيرت عالمنا بشكل جوهري، ولم يعد بإمكاننا العودة إلى النظام القديم. وحث أكثر من 2500 مشارك فى المؤتمر على تفهم الحقيقة الجديدة، وتبني موضوع الاجتماع، وهو “تحسين الوضع العالمى بإعادة التفكير، وإعادة التخطيط، وإعادة البناء.” وأضاف أن هذا يعني أن علينا إعادة التفكير بشكل ملموس فى قيمنا، وإعادة تخطيط أنظمتنا، وإعادة بناء مؤسساتنا والقيام بعمل هام من أجل إعادة بناء شراكة حقيقية بين الحكومات والشركات، للسماح لهذه الشركات أن تظل مبتكرة، وجسورة، وتوفر فرص عمل. الصين كانت حاضرة بقوة عبر استعراض نموذجها التنموي المتميز والصاعد، فقد أعطت كلمة لي كه تشيانغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني في المنتدى دفعة جديدة للتعافي الاقتصادي العالمي من خلال رسم الآفاق الاقتصادية الصينية المشجعة، ودعوته إلى جهود دولية لتعزيز الأنشطة الاقتصادية. وقال لي: “لقد عملنا بعزم العام الماضي وواجهنا التحديات ونجحنا في تأمين نمو اقتصادي مطرد وسريع”. أوضحت الإحصاءات أن 22 في المئة من النمو الاقتصادي العالمي يرجع إلى التنمية الاقتصادية الصينية اللافتة للنظر في 2008، وارتفعت هذه النسبة إلى 50 في المئة في 2009.