ما أشبه الليلة بالبارحة.. فهاهما “الغريمان” العربيان الإفريقيان، المنتخب المصرى الملقب ب “منتخب الفراعنة” ونظيره الجزائري “محاربو الصحراء” يستعدان للقاء الرابع بينهما غدا في أقل من شهرين على ملعب “أومباكا” بمدينة بانجيلا الأنجولية في الدور نصف النهائي لبطولة أمم إفريقيا، في مواجهة تكتسب أهمية غير تقليدية للمنتخبين، حيث إن المنتخب المصري الذي فاز في جميع مباريات الدور الأول للبطولة وسحق أسود الكاميرون بثلاثية تاريخية في ربع النهائي يتعامل مع اللقاء بطريقة “ثأرية” لتعويض خسارته في المباراة الفاصلة مع الجزائربأم درمان في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا، في حين يتعامل المنتخب الجزائري مع المباراة على أنها “فرصة تاريخية” لتكريس “العقدة المصرية” في الفوز على نظيره المصري، حيث لم يفز الأخير على محاربي الصحراء مطلقا خارج ملعب القاهرة، فيما بدا مناصرو المنتخبين وكأنهم في “حفل زفاف” للمتأهل للنهائي قبل “لقاء الخميس المقبل”. المباراة كانت مناسبة جديدة لاستعادة كل التفاصيل السابقة، حيث حرصت وسائل الإعلام المصرية على نشر تصريحات مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري، والتي أشار فيها إلى أن الحكومة تعمل على إعداد برنامج لتمكين مئات المشجعين الجزائريين من التوجه إلى أنجولا، حيث قال: “هناك برنامج على مستوى الحكومة وليس مجرد أفكار”، لتمكين المئات من المناصرين من السفر إلى أنجولا، فيما استفز المعلق الجزائري حفيظ دراجي بقنوات الجزيرة الرياضية مشاعر المصريين بتوجيهه رسالة فور انتهاء لقاء الجزائر مع كوت ديفوار إلى رئيس بلاده عبدالعزيز بوتفليقة بضرورة تكرار ما حدث في المباراة الفاصلة بأم درمان بإرسال أعداد غفيرة لتشجيع الفريق الأخضر، وهو ما اعتبره إعلاميون مصريون دعوة جديدة لإرسال قوات من الجيش وبعض السجناء للاعتداء على الجماهير المصرية مثلما حدث في مباراة أم درمان. طائرات جزائرية وهواجس مصرية وإلى ذلك بدت “الهواجس المصرية” واقعية بعد إعلان السيد وحيد بوعبدالله المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية وتصريحات الهاشمي جيار وزير الشباب والرياضة الجزائري بتنظيم رحلات جوية مباشرة من الجزائر إلى لواندا؛ ما دفع المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة المصري للسفر صباح أمس إلى أنجولا للانضمام للبعثة المصرية المرافقة للفريق الوطني، معلنا أن سفره المفاجئ بهدف مؤازرة اللاعبين والجهاز الفني قبل مباراتهم المهمة أمام الجزائر، كما سافر لأنجولا أمس أيضا محمود الشامي عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم لكنه برر سفره بحضور اجتماعات الجمعية العمومية العادية للاتحاد الإفريقي يومي 28 و29 يناير الجاري، فيما طالب سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم الجهاز الفني واللاعبين برد الاعتبار أمام الجزائر وتعويض الجماهير المصرية عن عدم التأهل لنهائيات كأس العالم. شحاتة: نحتاج إلى دعاء المصريين ورفض حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري الدخول كطرف في تلك الملاسنات الإعلامية، وأشار”بلغة دبلوماسية” إلى أن الفريق يحتاج إلى دعاء ملايين المصريين حتى يستطيع تجاوز هذا اللقاء الصعب والمرتقب بسبب حساسيته التي تسببت فيها أحداث المباراة الفاصلة أمام الجزائر بالسودان، بينما أكد أحمد حسن قائد كتيبة “الفراعنة” أن بطل القارة “لا يخشى أحدا” وسيسعى للفوز بكل المُباريات، في حين دعا عدد كبير من النقاد الرياضيين في مصر إلى عدم التصعيد الإعلامي قبل المباراة وحذروا اللاعبين من النزول إلى أرضية الملعب بغرض الانتقام، داعين للتركيز في هذه المباراة فقط كأنها بطولة خاصة، لا سيما أن منتخبات شمال إفريقيا تستطيع إخراج أي فريق عن شعوره بسهولة. وحذر عبدالعزيز عبدالشافي نجم منتخب مصر السابق لاعبي بلاده من تلاعب المنتخب الجزائري بأعصابهم ودعا الجهاز الفني للمنتخب بتأهيل اللاعبين نفسيا وإبعادهم عن الشحن الإعلامي. الصحافة الجزائرية تتوعد الفراعنة ومن جانبها واصلت الصحف الجزائرية الصادرة أمس حديثها عن المباراة المرتقبة، وقالت صحيفة الشروق: “بأداء متواضع وهدية من الحكم دامون، الفراعنة بين مخالب محاربي الصحراء في نصف النهائي”، واتهمت الصحيفة الحكم الجنوب إفريقي بأنه انحاز كثيرا لمنتخب الفراعنة ليؤكد بذلك ولاءه للمصريين، حيث كان جاملهم في 14 نوفمبر الماضي في لقاء التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا التي جمعت الفراعنة بمحاربي الصحراء باحتساب هدف ثان من وضعية تسلل واضحة. ومضت الصحيفة قائلة: “وتبدو حظوظ المنتخب الوطني كبيرة في اجتياز المنتخب المصري بالنظر إلى الفارق في المستوى بين التشكيلتين والعقدة التي أصبحت تلازم المصريين عندما يواجهون الجزائريين. ويرتقب أن يؤكد أشبال سعدان علو كعبهم على منافسهم، خاصة أن تاريخ مواجهات المنتخبين في أراض محايدة في صالح محاربي الصحراء”. - أما صحيفة الفجر الجزائرية فكتبت: “الفضائيات المصرية لا تزال متحاملة على الجزائر.. ماذا يريد الفراعنة منا؟ ووصفت فوز الخضر على كوت دي فوار بأنه كان صفعة موجعة للبعض وسخرت من بعض الرياضيين من بينهم الحكم الدولي جمال الغندور وأحمد شوبير وعلاء صادق ووصفت الناقد الرياضى إبراهيم حجازي ب “إبراهيم الطاير”، في حين عنونت صحيفة الجزائر نيوز “رفاق الحضري وزيدان اختاروا الإعدام على يد كتيبة سعدان”.