يرى محمد رضا، باحث اجتماعي أن هذه الظاهرة من أخطر الظواهر التي تهدد قيم المجتمع وثوابته، باعتبار أنها تفتح الباب أمام الغريزة لتسيطر على السلوك العام وبالتالي يتدنى مستوى الأخلاق، حيث تجرح قيمة أصيلة في مجتمعنا وهي خصوصية الجانب الغريزي، ويشير إلى أن الغزو الغربي يقتحم أفكار الشباب باستخدام مصطلحات براقة مثل «الحرية الشخصية» ويغرس أنصار هذا الاتجاه فكرة أن مشاهدة مثل هذه الأفلام شيء ثقافي مهم للشباب، وهذه خديعة كبيرة يكون ضحيتها الشاب، حيث تسيطر الغريزة على أفكاره وسلوكه وسط ضعف التربية الأخلاقية، بينما ينشغل الآباء والأمهات عن الأبناء ويتركونهم فريسة لثقافات وسلوكيات منحرفة وافدة على مجتمعاتنا مع البعد عن قيم وضوابط الدين على مستوى الفرد، حيث يتمرد الشاب على قواعد الدين المرتبطة بالحلال والحرام. وعن الدوافع يؤكد رضا أن الكسب المبهر في المتاجرة بالجنس يعد دافعا قويا لدى المنحرفين من الوافدين، وقد يكون ذلك بالتنسيق مع غطاء من بعض ضعاف النفوس من المواطنين أو أصحاب الوساطات، ويقول: «قد يكون بعض المنحرفين أداة سهلة في يد من يعمل على هدم بنية المجتمع الأساسية وهم الشباب ومن هم في مقتبل العمر فيستخدمونهم في الترويج لمثل تلك الأفلام، وهذا يعرض الشباب للانحراف السلوكي فيفشل في استغلال طاقاته فيما ينفع مجتمعه ثم ينحدر صحيا فينحدر إنتاجه، وحول خطورة هذه الظاهرة تتمثل في عملها على هدم بنية المجتمعات المتماسكة من خلال أثرها في ضعف العلاقات الاجتماعية بين الشباب ومحيطهم العائلي والاجتماعي، حيث ينشغل الشاب في ملء كل وقته بمشاهدة تلك الأفلام، ولا يستطيع الشاب الامتناع عنها باعتبارها نوعا من الإدمان، وكذلك ابتعاد الشباب عن مؤسسات تنمية المجتمع وتطوير طاقات أبنائه مع انتشار ظاهرة الاغتصاب، وهذا من أشد نتائج انتشار تلك الأفلام، حيث يعمل الشباب على تفريغ الطاقة الغريزية المتفجرة بطريقة خارجة عن قواعد المجتمع وأصوله، مما يعرض هذا المجتمع لمزيد من العنف ضد المرأة، كما أنه في حالة عدم قدرة الشاب في تفريغ تلك الطاقة بالممارسة غير المشروعة يلجأ إلى ما يسمى بالعادة السرية، وهذه أيضا تؤثر بشكل مباشر على القدرة الذهنية والتركيز وأيضا على الناحية الصحية للشاب». ويؤكد رضا أن العلاج يتمثل في الاهتمام بالتربية السلوكية الإسلامية التي تمنع إراديا الانجراف وراء تلك الهجمة الشرسة على شبابنا وغرس القيم الخلقية في الشباب مثل الرجولة والشهامة وتحمل المسؤولية، مما يجعل الشباب يرفض الاقتراب منها طوعيا باعتبارها منقصة لخلقه وشهامته، ويجب تفعيل مؤسسات رعاية الشباب ورعاية الموهوبين ونشرها بين الكتل السكنية ومنحها الإمكانات والميزانيات التي تجعل الشباب يرتادونها لاستغلال طاقاتهم وتنمية قدراتهم والاهتمام بالمسابقات والفعاليات التي تزيد من المنافسة للفوز فيها لدى الشباب.