التقويم المستمر كأداة للقياس والتقويم للمرحلة الابتدائية، كان بديلا ناجحا للائحة الاختبارات القديمة. لكن استمرارية النجاح مرهونة بأن يجد هذا التقويم من يمارسه بشكله الصحيح من المعلمين ومديري المدارس، بعيدا عن الأخطاء التي قد تكون بسبب عدم قناعة بعضهم بهذا التقويم. وبالطبع فإن هذا الرفض هو نوع من المقاومة لكل جديد، وعرقلة كل تغيير، فالمعلم في مرحلة التقويم مطلوب منه أن ينوع أساليب التقويم، فلم يعد مجديا أن يعتمد على الاختبار كأداة واحدة، بل عليه أن يجرب طرائق تدريسية غير معتادة لا تعتمد على الإلقاء والتلقين الذي كان. ومطلوب منه أن يوثق مراحل تقويم طلابه ومسيرتهم الدراسية وتحصيلهم العلمي، وعليه أن يتابع جوانب معرفية ونفسية لطلابه لم تكن ضمن اهتماماته في ظل الأداة السابقة، إلا فيما ندر، ولدى المعلم المتميز فقط. كما على المعلم أن يدرس نتائج طلابه بُعيد كل فترة من الفترات الأربع، وعليه أن يتواصل مع المرشد الطلابي وأولياء أمور طلابه بشكل مستمر؛ لأنه يشخص ويعالج ويخطط لوضع خطة علاجية. بقي أن أقول: إنه لا بد أن يتم اعتماد برنامج تدريب للمعلمين على مهارات التقويم المستمر مطلع كل عام، فما هو ممارس في الميدان التربوي ينذر بالخطر، خصوصا في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية.