يؤكد الدكتور محمد الحامد، استشاري الطب النفسي وعضو الجمعية الأمريكية في الطب النفسي أن بيئة العمل والدراسة لها تأثيرها الواضح جدا على العاملين والطلاب بحد سواء، فالراحة النفسية في مقر العمل والدراسة أمر مهم لتحسين الأداء والظهور بأحسن صورة، مشيرا إلى أن هذه المباني المستأجرة لها انعكاساتها النفسية على الطلاب والمعلمين؛ ما يحد من قدراتهم الإبداعية في المجالات المختلفة سواء في النشاط أو في العملية التعليمية ذاتها. ويضيف: “يكون على الطالب عبء الاستيعاب والاستذكار، وهذه تحتاج إلى بيئة محيطة تكون في أفضل الحالات ومناسبة من جميع النواحي، ومن أهمها المبنى الذي يدرس به، ودرجة الحرارة المناسبة في الفصل، والمبنى المتهالك فيه ظلم كبير للطلاب وكبت لمهاراتهم الفردية التي لا يساعد المبنى في تحقيقها. ومن مبدأ المساواة هناك طلاب يدرسون في مدارس حكومية بل نموذجية ورائدة ويتمتعون بأجواء تعليمية ممتازة جدا، ويستطيع الطالب أن يقدم كل ما لديه من مهارات واختراعات لأن الجو المدرسي ووسائل التربية موجودة، وكذلك المعامل والمختبرات، وفي الناحية الأخرى طلاب يدرسون في عمارة متهالكة وبيئتها غير صالحة؛ فكيف نقارن بين هذا وذاك؟ فلا بد من المساواة بين جميع طلابنا وعدم حكر المدارس النموذجية على أحياء معينة فجميعهم أبناؤنا”. ويشدّد الحامد أن على وزارة التربية والتعليم بصدد التخلص من المباني المستأجرة، وفي أسرع وقت، فالدولة خصصت ربع ميزانيتها للتعليم لنرتقي بالعملية التعليمية والطالب في جو ومكان مناسب، غير أن المبنى المستأجر سبب قوي لإعاقة طموح المعلم في النشاط، كما أن هذه المدارس إنما هي حجرات ضيقة ومزدحمة بالطلاب وكثير من فصولها غير صالحة للتدريس بسبب حرارة الجو الناتجة من سوء التكييف.