هروب الفتيات موضوع جدير بالنقاش المستفيض؛ لأنه يعد انتحارا في مجتمعنا بالذات الذي لايرحم كل من تقدم على فعل كهذا. وعند دراسة هذه المشكلة يجب أن نسأل: لماذا تهرب الفتيات؟ هل بسبب ضائقة مالية أم عدم قبولها في إحدى الجامعات، أم إنه ضعف في الوازع الديني أو إهمال أسرتها لها، أم بسبب التفكك الأسري وإدمان المخدرات. ما سبق أسباب أجملتها ربما تؤدي إلى هذا الهروب، ولكن هناك عامل آخر مهم جدا يجب أن نتعرف عليه، وهو الفراغ العاطفي الذي تعاني منه فتياتنا. فعندما تعيش فتاة وسط أسرة كثيرة المشكلات والخلافات بين الوالدين وبين الإخوة على النهج نفسه، وفي الوقت ذاته تشاهد واقعا آخر ورديا عبر مختلف وسائل الإعلام، خاصة الفضائيات والإنترنت، مما يجعلها تهرب من واقعها القاسي في محاولة لإيجاد ما تحلم به. وحتى نتخلص من هذه المشكلة علينا احتواء بناتنا عاطفيا من قبل الوالدين والإخوة وتربيتهم التربية الإسلامية وزرع الثقة فيهن، وكذلك متابعة الفتيات حتى في المنازل ومعرفة اتجاهاتهن وآرائهن؛ لأن الفضائيات والإنترنت تترك أيضا آثارا سلبية عليهن وعلى الناشئة بشكل عام، لكن دون قسوة حتى لا تكون النتيجة عكسية. قد يختلف معي البعض حول هذه المعالجات لكنى أعتقد أن المعالجة العلمية أفضل من أي معالجات أخرى لا تؤدي إلا إلى مزيد من صب الزيت على النار. آمل أن يأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش حتى نصل إلى أرضية مشتركة من الحلول المناسبة والله من وراء القصد.