عنوان المقال مثل كويتي كان يستخدمه البحارة القدماء عندما كانوا ينزلون البحر في كل مساء لصيد السمك ويمكثون طوال الليل في صيد السمك إلى صباح اليوم التالي يأخذون منه ما يسد حاجتهم في النهار ويبيعون الفائض في السوق، وبما أنه في تلك الفترة لا توجد لديهم برادات فهم سيأكلون السمك طازجا. وهذا المثل ينطبق على من يتعب في مختلف مناحي الحياة، فهو في هذه الحالة سيحصل على مبتغاه نتيجة اجتهاده. تذكرت هذا المثل عندما تغلب النصر على غريمه ومنافسه الهلال، حيث ظل الفريق طوال الفترة الماضية رغم ما يقدمه من مستويات طيبة، إلا أنه عندما يواجه غريمه ويخسر يعود إلى حالة عدم الاتزان والتذبذب في المستوى؛ لأن ضربة الغريم هي المحك الحقيقي للعودة، وبما أن النصر هو المنافس الحقيقي للهلال، والعكس كذلك، فقد رأيت أن يكون هذا هو عنوان ما أود التحدث عنه. لم تكن مؤشرات تطور النصر بمحض الصدفة فهي مخطط لها منذ تولي فيصل بن عبدالرحمن سدة الرئاسة، وتصاعدت تدريجيا مع تولي فيصل بن تركي الفترة المؤقتة، وتجلت في جدة مع بداية الحصة الثانية لمباراة الأهلي، حيث كانت الروح النصراوية حاضرة بالتعادل المثير الذي حققه في هذه الحصة ومعادلة النتيجة بأسلوب مثير، أروع ما فيه روح الفوز، وعدم اليأس، والبحث عن التسجيل التي تطبع بها اللاعبون هذا الموسم، وبلغت الروح قمتها أمام الشباب، على الرغم من تداعيات التصريحات الإدارية التي شابت اللقاء، إلا أن الروح كانت متوهجة، ولولا قلة خبرة الحارس لكانت النتيجة خلاف ذلك. أما ديربي الوسطى الذي كان هلاليا خالصا على مدى الست السنوات الماضية، وتعيد بالتالي فارس نجد لدوامة الانكسارات، لكن هذه المرة تجلى النصر بثوبه القشيب وروحه الجديدة، حيث بدأ يعود للتوازن مع الانتصار الباهر فأذاق متصدر الدوري أول هزيمة كانت بحق بطعم العلقم. فقد نجح الأورجواني ديسلفا في إسقاط جريتس للمرة الثانية على التوالي؛ فبعد تفوقه الظاهر في الحصة الثانية لمباراة الدور الأول التي انتهت بالتعادل، تمكن هذه المرة من هزيمته بالضربة القاضية، والمتابع لحال النصر يدرك أن مدربه استغل الجولات الأولى في قراءة لاعبيه، ودراسة منافسيه؛ وبعد عدة مباريات اكتشف ديسلفا أن لديه عناصر مؤهلة تنتظر فقط إشارة الانطلاق، حيث ظهر عباس الذي من يشاهده يعتقد أنه لاعب جديد على الخريطة الصفراء، والقرني الذي سجل هدفا خلط به أوراق البلجيكي رأسا على عقب وعطل به خلاياه الدماغية، وكذلك الاستعانة بعناصر جديدة، وفور أخذها الفرصة والانسجام أصبح نصر اليوم مختلفا عن نصر الأمس. فوز النصر هو تتويج لعمل إداري وفني رائع ومميز، فهذه المباراة منحت الفريق دفعة كبيرة لإكمال المسيرة؛ فهاهو الفريق يلحق القادسية بالهلال بحضور جماهيري كبير أتى مع عودة الروح التي يجب أن تستمر وتسود، الروح التي تسير بدم كحيلان الذي راهن على عودة نصر الرمز نصر أبو خالد. نصر الخميس.. نصر الخسوف خرج النصر يوم الخميس الماضي بعدة مكاسب ستعيده بلا شك إلى جادة البطولات، عاجلا أم آجلا، شريطة التفاف أعضاء شرفه به التفاف رجل واحد وقلب واحد. أول المكاسب هي الاستعانة بلاعبين شباب وإعطاؤهم الثقة بدلا من وضع من لا يستحق مكان من يستحق . ثاني المكاسب فوز النصر بوجود الحكم الأجنبي على الهلال وبوجود سعد الحارثي الذي كان الإعلام الهلالي يتغنى دائما بعدم فوز النصر على الهلال بوجوده، كما كان يتغنى بعدم هزيمة الهلال بوجود ياسر، وذلك لتحطيم سعد معنويا وكان في ذلك اليوم رجل المباراة الأول بلا منازع. ثالث المكاسب عودة الثقة لحارس المرمى عبدالله العنزي بعد الأخطاء الفادحة في مباراة الشباب بسبب قلة الخبرة.