هي أحد أهم الأسماء التي أعادت للشعر النسائي حضوره منذ سنوات مضت، شاعرة تحمل الإنسان والتفاصيل في زوادتها، وتوزع هدايا المعاني الجميلة لذائقة الشعر والشعر، قل ّحضورها أخيرا لأسباب سردتها عبر هذا الحوار وتحدثت من خلال التجربة عن الكثير.. في الماضي كنت تستطيع أن تحصي عدد المجلات الشعبية على أصابع اليد الواحدة، فأستطيع التواصل وبشكل منتظم مع مجلات أعرف متى ستصدر وأين سينشر تواصلي فيها. أما الآن في ظل هذا الزخم الهائل من المجلات الشعبية واختفاء بعضها فجأة والتجديد المستمر فلم أعد قادرة على التركيز في مجلة لسرعة اختفائها وظهور أخرى ورغم هذه وتلك إلا أني أسعى جاهدة للتواصل بشكل يخدم المتلقي، فأنا ضد الظهور لمجرد الظهور فقط. - بنظرك هل نشر الشعر، يعد مجرد مرحلة في حياة الشاعر، أم أن كل غياب له مسببات؟ نشر الشعر بات أمرا ضروريا جدا ومهما، ليس له مرحلة معينة في حياة الشاعر، فهو ملازم لكل حياته. حينما يبدأ الشاعر بالوجود الإعلامي فهو هنا يحمل أمانة أولا عليه إظهارها بشكل يرتقي لذوق المتلقي. وثانيا عليه التواصل والاستمرار، فالوجود حق عليه، لكن الغياب له مسبباته، أنا شخصيا مع الغياب المؤقت إن لم يكن لدينا ما نرغب إيصاله من خلال وجودنا. - في السابق كان نتاج “الشاعرة” لا يستند إلا على “قصيدة” واسم، وحاليا أصبحت الصورة، المكياج، الإلقاء، ضرورة، ما تقييمك لكل هذا؟ من وجهة نظري الشخصية النتاج الشعري يعتمد على القصيدة والإلقاء؛ فطريقة إيصال القصيدة في حد ذاتها فن يجب إتقانه،أما الصور والمكياج فهذه أشياء لا تمت للشعر بصلة، لكن هناك شاعرات يظهرن إعلاميا بحكم مجتمعاتهن، كيف تريدونها أن تظهر دون تجمل؟ الشاعر حينما يظهر على وسائل الإعلام يهتم بهندامه، بشماغه، بمقوماته الجمالية، بالإضافة إلى الشعر، كذلك المرأة الشاعرة الظاهرة إعلاميا؛ فلماذا يعاب عليها التجمل وينقص من قصيدتها؟ ربما لأن البعض ممن ظهرن إعلاميا كشاعرات كان الهدف من ظهورهن صورة الغلاف والتسويق؛ ما جعل النظرة العامة تختلف وتعمم على القلة. - وماذا عما قيل إن إحدى شركات الإنتاج رفضت دخولك مبناها لالتزامك بالزي الشرعي؟! نعم حدث هذا في (روتانا) وكثر الحديث حول هذا الموضوع وسبق أن طرحته وناقشته، لكن بشكل عام أنا أرى بعض الدول كالإمارات العربية أظهرت عيدة الجهني بكامل حجابها وضربت بذلك مثالا للحضارة والتقدم والرقي فأي وعي هذا الذي تنادي به (روتانا) للتحرر بهذا الشكل المقزز بوضعه شرطا من شروطهاللسماح بإيصال فكر إبداعي، وكيف يحدث هذا في بلاد الحرمين؟ لكن عجبي! - هل حضورك على صعيد الشبكة العنكبوتية، خطوة تلت حضورك على صعيد الإعلام المقروء، وهل سرق الإعلام الإلكتروني إغراءات الإعلام المقروء في الانتشار والحضور؟ نعم كان حضوري بعد حضوري في الإعلام المقروء لكن أرى ذلك الحضور مكملا للإعلام المقروء ولم يسرق إغراءاته. - يلاحظ أن مسألة التدرج في حضور الشاعرات لم يعد له مكان في خريطة الشعر، حيث نجد العديد من الأسماء التي حضرت، حضرت بنجومية مسبقة وكأنها أتت من السماء، من المسؤول عن هذا؟ المسؤول وسائل الإعلام والقائمون عليها. - كيف تقيمين المرحلة الحالية للشعر؟ المرحلة الشعرية الحالية ملتهبة ومتأججة بأسماء لها وزنها في الأدب، وأتمنى أن تستمر في هذا الحضور السخي. - وماذا عن المسابقات الشعرية الحالية، البعض يرى أنها أسهمت في تشييع الشعر، ولم تخدمه، والبعض يرى أنها ناجحة ولكنها تفتقر إلى الجودة؟ ناجحة ولكنها تفتقر إلى الجودة وينقصها الكثير من المقومات. - لهجة شعرك: حادة، والكثير من قصائدك ردود على التشكيك في المرأة الشاعرة، أما زالت الشاعرة تعاني من “اتهامات” أن ثمة من يكتب لها، أم تجاوزنا ذلك “الجهل” الذي عم الساحة لفترات طويلة؟ لهجتي الشعرية حادة نوعا ما تؤثر فيها أشياء كثيرة أهمها البيئة البدوية، التي تمتد جذوري الشعرية في أعماقها. أما قصائد ردود على التشكيك في المرأة الشاعرة.. أنا لم أكتب إلا نصا فقط وله ظروفه؛ فأنا ضد الدفاع المستميت حول التشكيك لأنه أمر لا يهمني أبدا وتجاوزته من فترة طويلة جدا. - كيف سنرى حضورك المقبل؟ أتمنى أن تكون رسالتي الشعرية وأهدافي أنضج مما سبق وأعد الجميع بإعادة ترتيب أوراقي الإبداعية. - ألف شكر.. على قبول دعوتي.. شكرا لا ينتهي.. أنا بالمقابل أشكر جريدة “شمس” على طرحها المتميز وأشكرك شخصيا وأتمنى أن أكون ضيفة خفيفة على وقت المتابعين.