يؤكد الدكتور لطفي الشربيني استشاري الطب النفسي في بحث مختصر نشره مركز أمان للدراسات في الأردن أن من الثابت أن “المرض النفسي يمكن أن يصيب أي إنسان في أي مرحلة من مراحل العمر، وقد بدأت في العالم حاليا حركة اهتمام بحقوق المرضى النفسيين بعد أن تفاقمت مشكلاتهم في كل مجتمعات العالم على مدى عصور طويلة كانوا يتعرضون فيها للمعاملة القاسية، ومن مظاهر هذا الاهتمام إعلان صدر عن الأممالمتحدة في عام1991 حول حقوق المريض النفسي، أي العلاج باستخدام الوسائل الطبية الحديثة في مقدمة الحقوق التي يجب أن يحصل عليها المرضى النفسيون دون تفرقة، ويتم ذلك باختيار المريض بأقل من القيود على حريته، ولابد من موافقته عند دخوله إلى المستشفى وعند تقديم أي علاج له”. وأضاف الشربيني: “الحقوق المدنية للمريض النفسي كمواطن يجب أن يحصل عليها كاملة أثناء مرضه منها على سبيل المثال حقه في استقبال الزائرين في أثناء وجوده بالمستشفيات وخصوصا حق الزوج في زيارات خصوصية لزوجته، وحق المريض في الاتصال بالعالم الخاص وتدبير شؤونه والتصرف في أمواله، وحقه في الإقامة في مكان يختاره”. وأشار إلى أن المرضى النفسيين قد يخرجون على قوانين المجتمع فيرتكبون المخالفات والجرائم تحت تأثير حالتهم المرضية إلا أنهم لا يمثلون خطرا على أنفسهم أو على الآخرين إلا في حالات محدودة، وتذكر الأرقام أن مليونين من جرائم العنف ترتكب في أمريكا كل عام بينها23 ألف جريمة قتل لا يقوم المرضى النفسيون سوى بنسبة محدودة من هذه الجرائم لاتصل إلى30 في المئة، وتابع: “الحالات النفسية المرضية التي ترتبط بسلوك العنف في اضطراب الشخصية الذي يعرف في الطب النفسي بالشخصية المضادة للمجتمع، وحالات الانفصام والبارانويا والوسواس القهري والاكتئاب والهوس، يعفي القانون المصاب بها من المسؤولية عما يفعل، لكن تحديد الجنون مسألة يحيط بها الكثير من الجدل، فكلمة مجنون والأمراض النفسية والعقلية كما يعرفها الأطباء النفسيون كثيرة تصل إلى ما يقرب من100 مرض تضمها قائمة التشخيص العالمية لتضيف الأمراض التي من المفترض أن لها عنصرين هما الفعل السيئ في حق الآخرين، وتوفر النية أو القصد، وهذا ما يصفه القانون أحيانا بسبق الإصرار والترصد، وبالنسبة للمرضى النفسيين فإن أحد عنصري الجريمة وهو القصد لا يتوفر”. وأوضح أن موافقة المريض على تناول أي دواء يُصرف له لابد أن تكون واضحة وكتابية في كل الظروف، ويستدرك: “غير أن واقع الحال يختلف عن ذلك تماما داخل المستشفيات العقلية حيث يرغم المريض على أخذ الحقن المهدئة حتى تتم السيطرة على حركته، وكذلك يتم إعطاؤه جرعات كبيرة من الأدوية وجلسات الكهرباء”.