جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الأهلاويين الذين كانوا ينتظرون رؤية ثوب آخر للأهلي وفريق يقارع الهلال والاتحاد على صدارة دوري زين، ورغم البداية الجيدة في مستهل المشوار أمام الرائد والاتفاق إلا أن المنحنى الأهلاوي أخذ في الانحدار بداية من مباراة الشباب بالرياض التي خسرها الفريق بهدفين لهدف ليتوارى بعدها الفريق وينحدر مستواه الفني بشكل سريع مما خلق انقسامات داخل البيت الأهلاوي فوضع الفريق الحالي بالمركز الخامس من ثماني مباريات في ظل وجود مباراة مؤجلة. وعود شرفية جاءت التصريحات الشرفية في نهاية الموسم الماضي لتؤكد أن الأهلي سيكون هذا الموسم مختلفا ومنافسا على دوري زين، وهذه التصريحات أنعشت الأجواء وجددت الأمل به بعد ربع قرن من الزمن والأهلي بلا دوري، ولكن مع انقضاء الجولة التاسعة فالواقع يخالف هذه التصريحات على اعتبار أن المنظر يكشف بعد الفريق عن الدوري في ظل النقص الذي يعانيه الفريق وحاجته إلى إعادة الترميم والدعم بعناصر قادرة على خلق الفارق وتقليص الفجوة الشاسعة التي تفصله عن الهلال والاتحاد والشباب. آمال وطموحات تفاءلت جماهير الأهلي بخبر تولي الأمير فهد بن خالد مهمة الإشراف على الفريق وبدوره وعد بالعمل، وأشار إلى أن هذا الموسم سيكون مختلفا وفق خطة عمل تقود الفريق إلى منصات التتويج، ولكن ذلك لم يحدث، فالنتائج وحدها هي الكفيلة بأن تحكم على نجاح أي عمل، ورغم الجهود التي يبذلها الأمير فهد بن خالد إلا أنه مطالب بإعادة تقييم عمل الجهاز المشرف على الفريق، فالوقت أصبح ضيقا والجماهير لن تصبر أكثر مما صبرت، وقد أخذ على بعض أعضاء الجهاز مأخذ الضعف رغم صرامة المدرب ألفارو التي اتضحت في منع المشرف ورئيس النادي وحتى إداري الفريق من دخول المحاضرة الأخيرة قبل أي مباراة يخوضها الفريق. جوستافو ألفارو في أول ظهور له بالنادي أطلق الأرجنتيني جوستافو ألفارو تصريحا أكد أنه سيحقق دوري زين السعودي ودوري أبطال آسيا مما زاد من مساحة التفاؤل لدى الأهلاويين، وأن هذا المدرب الذي أقام الدنيا ببلاده ولم يقعدها سيكون المصل الذي سينهي معاناة السنين، ومعسكر بالباحة وألمانيا ومباريات ودية ثقيلة ولاعبون أجانب أحضرهم بنفسه، كلها كانت مقومات نجاح بيده لو أحسن التعامل الجيد معها، فالأهلاويون كانوا يتغاضون عن الأخطاء التي يقع بها المدرب في المباريات رغم البداية الجيدة مع الرائد كنتيجة لقاء إلا أن المستوى كان دون الطموح ولم يحقق الفريق الفوز إلا في الرمق الأخير، وهو الذي يلعب على ملعبه ووسط جماهيره ولكن جاءت مباراة النصر التي أظهرت حقيقة هذا المدرب بأنه غير قادر على قراءة المباريات رغم أنه قد قدم استقالته من تدريب الفريق بحجة مرض زوجته. معاقبة الأهلي بعبد ربه خسر الفريق الأهلاوي مع بداية الموسم أهم أوراقه الدفاعية وليد عبد ربه الذي عوقب بقرار من ألفارو بمنعه من التدريب الجماعي، هذا القرار الذي لم يتضرر منه اللاعب بقدر ما خسره الأهلي، فهاهي النتائج تؤكد ذلك في ظل تواضع أداء المدافع الكولومبي موسكيرا البديل الذي جلبه ألفارو لسد غياب عبد ربه وكثرة الأخطاء التي ارتكبها، وأشار الكثيرون إلى أن موافقة الجهاز المشرف على قرار إبعاد عبد ربه عن الأهلي كان خطأ فادحا ارتكبه وكلف الفريق الكثير من النقاط وتحديدا مباراة النصر الأخيرة في دوري زين. ماذا بعد أن ضاع الدوري ربما لا تكون العودة صعبة حاليا ولكن المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم أصبح مستحيلا، وبلغة الأرقام فالأهلي كفريق يحتاج إلى إعادة هيكلته من جديد، فالاستعانة بلاعبين محليين واستبدال بعض الأجانب وتحديدا موسكيرا والعماني كانو بات مطلبا مهما، مع فرض تنظيم إداري جديد على الفريق يتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة، فالبحث عن المركز الثالث لا بد أنه هدف أهلاوي، في ظل عدم مقدرة الفريق على المنافسة على المركز الأول والثاني في ظل فارق الإمكانات الفنية ما بين الأهلي والهلال والاتحاد حاليا، فالأهلي في أمس الحاجة إلى لاعب يجيد صناعة الألعاب كلاعب أجنبي بجوار الأرجنتيني سباستيان. مدرب المرحلة المقبلة بعد أن رحل جوستافو ألفارو فإن مسيري القرار بالبيت الأهلاوي مطالبون عند التعاقد مع مدرب الأخذ في الاعتبار أن المرحلة حاسمة والمغامرة بجلب أي مدرب ستكون العواقب وخيمة، فالاختيار بدقة وعناية فائقة وفق مواصفات توافق الإمكانات الأهلاوية مع الأخذ في الاعتبار أن يكون للاعبي الخبرة دور ولو استشاريا في اختيار المدرب لأنهم هم من يتعاملون معهم بشكل مباشر وأدوات المدرب على أرض الميدان. غياب شرفيي الأهلي من العوامل التي أدت إلى ظهور الفريق الأهلاوي بهذا المستوى الهزيل عدم الالتفاف الشرفي حول فريقهم حيث تابع الجميع في الأيام الماضية التراشق الإعلامي ما بين بعض أعضاء شرف الأهلي وإدارة النادي والجهاز المشرف على الفريق عبر وسائل الإعلام بدلا من الالتفاف حول الأهلي وتناثر الكلام لتصفية حسابات سابقة. الأهلي والأرقام يحتل الفريق الأهلاوي حاليا في دوري زين المركز الخامس برصيد 11 نقطة جمعها ثماني مباريات وتبقى له مباراة مؤجلة أمام الحزم، فمعدل التسجيل للفريق ضعيف جدا، حيث أحرز 11 هدفا بمعدل 1.4 لكل مباراة وعليه عشرة أهداف، وخسر الفريق ثلاث مباريات أمام الهلال والشباب ونجران، وحقق الفوز في مباراتين أمام الرائد والاتفاق والقادسية، وتعادل أمام الوحدة والنصر.