وقال الدكتور خالد الزعاق الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك مدير مرصد بريدة لشمس”: “نعيش الآن في غياب نجم “قلب العقرب” والذي يسميه البحارة بالأحيمر، ويبدأ في أول نوفمبر ويستمر طوال نوفمبر الجاري، حيث تهب رياح شمالية شرقية باردة مفاجئة مشوبة بغبار عالق”، مشيرا إلى أن الرياح في هذا الموسم تأتي من الشمال ومن مناطق باردة مثل تركيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وتخف حدتها بعد ثلاثة أيام تقريبا. وأضاف: “عند منتصف ذي الحجة سيطل موسم المربعانية، وسميت بذلك لأن مدتها 40 يوما، وهو موسم قران حادي عند العامة ويقولون فيه (قران حادي برد بادي) وسيكون هناك 20 يوما من المربعانية الأجواء فيها معتدلة في النهار وذات برودة خفيفة في الليل، أما الشتاء الفعلي فسيدخل مع مطلع السنة الهجرية الجديدة، وهي مرحلة قران تاسع عند العامة ويقولون (قران تاسع برد لاسع)، كناية عن شدة البرد فيه، ويقال أيضا: “في شباط ييبس العصيد على المسواط”، كناية عن شدة البرد. برد الطويلين ولفت الزعاق إلى وجود تقسيمات معروفة عند أسلافنا لفصل الشتاء، حيث يبدأ ب”جو التحتيت” وهي رياح تجرد الأشجار من أوراقها، وبعد المربعانية تأتي ثلاثة أسابيع تعرف بسعد ذبح وسعد بلع”، ويقال “سبعة سم” أي قارسة البرودة وسبعة دم”، أي أنها من شدة برودتها يشاهد الدم على أنوف الجمال، وسبعة يسيل الدسم أو ما يسيل” كناية عن البرد أخف وطأة من سابقه. ثم سعد السعود وفيه “برد الطويلين” أي برد الإنسان والنخل. وقيل الإنسان والبعير، وقيل في برد الطويلين “إذا جلست تحت الشجر تذريك وإذا خرجت تبرد”. وبعدها سعد الخبايا، وفيه “أسبوع محجوجط ويقال: “برد الشايب والعجوز والولد ينقز نقوز”، وفيه يرتفع البرد ويدفأ الجو. وقال الباحث الفلكي: “ما زلنا نعيش فترة ولادة فصل الشتاء؛ فالشمس ما زالت تنطلق باتجاه الجنوب استعدادا لموسم الشتاء الفعلي البارد المقبل، حيث بدأت أشعتها في الانكسار عن مناطقنا؛ ما يجعل درجة الحرارة تنخفض بالتدريج مع مرور الأيام، إلا أن المقياس اليومي لدرجات الحرارة متباين جدا، وسيستمر البرد يقرض الليل في عملية تتم عكس عقارب الساعة حتى يلتهم الليل بكاملة وينتقل إلى النهار مع بداية موسم المربعانية المقبل، وحينئذ يكون موسم الشتاء الفعلي”. من جانب آخر أوضح سمير حمزة مدير مرصد أبها في اتصال هاتفي مع “شمس” أن الرئاسة العامة لهيئة الأرصاد الجوية أخذت على عاتقها إصدار تقارير عن الأجواء، فصلية وشهرية وأسبوعية ويومية، وهي دقيقة إلى حد كبير. انخفاض طفيف أما الدكتور علي الشكري أستاذ الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فأشأر إلى أن شتاء هذا العام سيشهد انخفاضا بشكل طفيف في درجات الحرارة مقارنة بالعام الماضي، خاصة في المناطق الشمالية والشمالية الغربية كالمدينة المنورة. وأضاف أن السعودية محاطة بالمياه من ثلاث جهات وعدد من السلاسل الجبلية والصحاري في الجنوب الشرقي؛ لذلك فهي معرضة لموجات البرد القادمة من شمال أوروبا والمرتفعات الجوية بالمحيط الهندي، مؤدية إلى سلسلة من التقلبات الجوية المختلفة خلال مرحلة الانتقال من الصيف إلى الشتاء في ديسمبر ويناير وفبراير المقبلين من رياح على المنطقتين الشرقية والوسطى والمحملة بالعوالق التي ستحد نسبيا من الرؤية الأفقية وسط غيوم شبه ركامية ورعدية ستتجمع على جنوب غربي السعودية. وأشار الشكري إلى أن دخول الشتاء على نصف الكرة الشمالي سيكون في 22 ديسمبر المقبل، حيث تتعامد الشمس مع مدار السرطان شمال مكة، أما في الجزيرة العربية وبحسب الظروف الجغرافية فسيكون من المتوقع دخول الشتاء مع نهاية نوفمبر الجاري. وتابع: “قد تساعد المسطحات المائية والواحات في المناطق الساحلية في الشرقيةوالغربية على تلطيف الجو وجعله أكثر ملاءمة مقارنة بباقي مناطق السعودية”. تجنب الأماكن المكشوفة وأضاف الشكري: “ستكون درجات الحرارة على المنطقة الشرقية خلال ساعات الليل ما بين ال 10 وال 15درجة مئوية وخلال النهار ما بين ال 15 وال 25 مئوية. ومن المتوقع أن تتراوح درجات الحرارة في تلك المناطق الشمالية ما بين ال 6 درجات إلى 3 مئوية. أما في المناطق الوسطى فستكون درجات الحرارة في حدود ال 10 درجات مئوية خلال ساعات الليل، فيما ستكون خلال ساعات الظهيرة ما بين الساعة ال 10.00 وال 3.00 بحدود ال 15 - 20 درجة”. وحذر الشهري الجميع من النوم في الأماكن المفتوحة خلال الأيام المقبلة دون غطاء نظرا للتقلبات التي ستطرأ على الجو؛ ما سيتسبب في التعرض للأمراض الموسمية مثل الإنفلونزا، وخصوصا في هذا التوقيت الذي انتشرت فيه إنفلونزا الخنازير؛ ما يزيد من احتمالات الإصابة بها مؤكدا ضرورة الحرص على الأطفال وعدم تعريضهم لموجات الهواء الباردة.