بدأت استعدادات المنتخبين المصري والجزائري لخوض اللقاء الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم العام 2010 الأربعاء المقبل في السودان، مبكرا، بعد أن تمكّن منتخب (الفراعنة) من الفوز 2 / 0 في الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية؛ ليتم تأجيل الحسم لمباراة فاصل، وأظهر منسوبو المنتخبين صبغة التحدّي، منبئين ب(ملحمة) كروية ستسفر في النهاية عن صعود ممثل عربي إلى (المونديال الإفريقي). وكانت بعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم وصلت ظهر أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم؛ تحسبا للمواجهة الفاصلة، والأمر نفسه ينطبق على البعثة المصرية التي توجهت إلى الخرطوم بعد فترة من وصول المنتخب الجزائري. وأمر عبدالعزيز بوتفليقه الرئيس الجزائري أمس بنقل عشرة آلاف من مشجعي منتخب بلاده مجانا إلى الخرطوم؛ حتى يتسنى لهم متابعة المباراة الفاصلة. بينما أعلن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصرى والأمين العام للحزب الوطني الحاكم، استعداد أمانة الشباب بالحزب الوطني لتحمل تكلفة سفر ألفي شاب من كل محافظات مصر؛ لتشجيع المنتخب في السودان. وفتحت المباراة الفاصلة شهية كبار رجال الأعمال المصريين ممن يمارسون أدوارا سياسية للإعلان عن رحلات مجانية للجمهور، حيث أعلن أحمد عز الملقب ب(إمبراطور تجارة الحديد) فى مصر التكفل بعشر طائرات لسفر الشباب إلى السودان؛ لتشجيع المنتخب. إلى ذلك، ألغى مصريون سفرهم إلى الجزائر أمس؛ خوفا على حياتهم بعد مباراة الفريقين مساء أمس الأول. وصرحت مصادر أمنية في مطار القاهرة بأن مشجعين جزائريين على طائرة مصرية متجهة إلى الجزائر هددوا الركاب المصريين على الرحلة ب(الذبح) لدى وصولهم إلى الجزائر فألغى أربعة منهم سفرهم؛ خوفا على حياتهم. وطالب محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري بأن ينال المصريون جزءا مما ارتكبوه ضد الجماهير الجزائرية بقذفهم بالحجارة، وفق القانون، منددا بما وصفه ب(البلد الذي يستقبل ضيوفه بالحجارة من أجل قتلهم). وفى سياق متصل، كشف الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية عن إصابة نحو 32 شخصا، من بينهم 12 مصريا و20 جزائريا؛ نتيجة حوادث شغب متفرقة عقب المباراة، وقال: “إن نتائج التقرير النهائي الذي أعدته الإدارة المركزية لرعاية الحالات الحرجة والعاجلة عن الحادث أكدت إصابة 32 شخصا”، مشيرا إلى أنه فور وقوع الحادث تحركت سيارات الإسعاف؛ لإنقاذ المصابين ونقلهم إلى المستشفيات؛ لتلقي العلاج، حيث تم علاج 13 حالة فى مكان وقوع حوادث الشغب وتحويل حالتين إلى مستشفى إمبابة العام وخرجا من المستشفى بعد تلقي العلاج، و17 إلى مستشفى الهرم لا تزال ثلاث حالات فقط تتلقى العلاج وحالتهم الصحية مستقرة، علما أن الشرطة الفرنسية اعتقلت ثمانية جزائريين بتهمة الشغب. من جهة أخرى، تسبب هدف عماد متعب الذي سجله في الدقيقة قبل الأخيرة من الوقت الإضافي، الذي بفضله قاد منتخب مصر إلى مباراة فاصلة ضد الجزائر الأربعاء المقبل في وفاة عدد من الجزائريين. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية: “إن رئيس بلدة أولاد موسى (50 عاما) توفي إثر أزمة قلبية بعد نهاية المباراة، كما لقي شاب في ال30 من العمر المصير نفسه”. وتحدثت مصادر عن محاولات انتحار لشباب في الكثير من المناطق الجزائرية إثر إخفاق منتخب بلادهم في حجز بطاقة التأهل إلى المونديال قبل الموقعة الفاصلة المقررة بالخرطوم. وعلى صعيد صحف البلدين، ذكرت صحيفة الهدّاف الجزائرية، أن أفراد الشرطة المصرية بحسب رواية الأنصار أكدوا أن “المصريين وجدوا تسهيلات من طرف الشرطة المصرية، الذين تخلو عن واجب حفظ الأمن وشرعوا في الرقص والغناء”، وأوضح مناصر جزائري أن شرطيا اعتدى بالضرب عليه”. وشبّهت بعض الصحف الجزائرية التي تصدر في فرنسا ملعب القاهرة الدولي، الذي أقيم عليه لقاء المنتخبين أمس الأول، بملعب يتواجد في (تل أبيب) عاصمة إسرائيل؛ نظير ما تعرضت له الجماهير من أعمال عنف.