عدم الوعي الاستهلاكي أو عدم القدرة على التخطيط الفردي المالي . ففي معظم المجالس الاجتماعية وفي معظم المناسبات غالبا ما يدور الحديث عن الإسراف، ليس من جهته الشرعية والدينية بل من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. ويوجه الكثيرون نقدا ذاتيا إلى غيرهم عندما يشهدون كمية من المأكولات مثلا في وليمة، أو عندما يرون اهتماما بتفاصيل الديكور في منزل حديث، أو غيره، ولكن المشكلة أن هؤلاء المنتقدين ذاتهم، لا يبتعدون كثيرا عن النقد الذي يوجهونه إلى الآخرين عندما يكونون في محلهم. فمن يأخذ على شخص ما تبذيره في وليمة، فإنه على الأرجح سيكون مبذرا هو الآخر في حال كان هو معدّ الوليمة.والخروج من هذه الحلقة يتطلب قوة تدفع بالمجتمع إلى خارج المسار الذي اعتاد الدوران فيه، وهذه القوة قد تنبع من عدة مصادر، غير أنها لن تكون فعالة ما لم تصدر عن المجتمع نفسه. إنها باختصار حمّى مستمرة تستفشى في المجتمع، لكن كيف يتم توفير اللقاح الذي يحمي منها أو يحاول إزالتها جزئيا أو كليا؟