حين يسقط الاسم سهوا من قائمة الحياة، ويموت البعض جوعا نتيجة لعدم إدراجه في قائمة الضمان الاجتماعي، تتسول كثير من الأسر على أعتاب أبواب المحسنين بسبب الشروط التعجيزية والتجاهل، وساعة يحل الفرج يُفاجأ الكثيرون بأن المبلغ أقل بكثير من همه. ذلك ما يكشف عنه واقع كثير من الأسر التي سقطت أسماء أفرادها من قوائم الضمان الاجتماعي لأسباب متعددة، ولكن النتيجة واحدة: مزيد من الثقل على الكاهل، وعيش على حد الكفاف والمسألة. (م. الشهري- أم تركي) اشتكت من استقطاع جزء من الراتب من قبل (الضمان) نتيجة زواج ابنتها، وتقول: "كنت أستلم ألفين رغم أنها لم تعد كافية في ظل ارتفاع الأسعار، ناهيك عن إيجار البيت الذي أسكنه ويكلفني شهريا 1200 ريال، بخلاف الماء والكهرباء، إلا أن (الضمان) استقطع منها مبلغا جزئيا نتيجة زواج ابنتي، في الوقت الذي كنت أتأمل منهم المساعدة والزيادة". وتناشد (أم تركي) التدخل وإنهاء معاناتها. مشيرة إلى أنها تعول أبناءها، وقد تتسبب قلة المادة والمساعدة في التشرد. شروط تعجيزية! من جهته أكد (س. اليامي) أن تعليمات وشروط الضمان ليست واضحة، قائلا: "إحدى قريباتي توفي زوجها، وقد واجهت معاناة في تسجيلها؛ إذ طلبوا حضورها رغم أنها ما زالت في العدة، وحقيقة هذا من المواقف التي لا تزال تتكرر مع كل أرملة، وهذا ما قرأته في وسائل الإعلام المختلفة". ويضيف: "اعتقد أن ذلك الإجراء تعجيزي ومعقَّد، ويجب أن يتنبه إليه المسؤولون والقائمون على الضمان الاجتماعي". مشيرا إلى أن الأرملة ذاتها واجهت ظروفا قاسية لولا المساعدات المادية من قبل (أصحاب الخير)، وإلا لتشرد أبناؤها إذا لم تجد ما تسد به رمق أولادها وتسديد إيجار منزلها". وأضاف: "هناك أرامل قد يواجهن المشاكل والمعوقات نفسها، ويستوجب على (الضمان الاجتماعي) أن يتعامل بكل شفقة". استقرار اجتماعي أستاذ علم الاجتماع أبو بكر باقادر يقول: "الضمان هو الذي يساعد أسرة في حالة تغيُّب أو فقدان العائل الرئيسي، وجميع دول العالم تملك برامج ومشاريع لأمثال هذه الأسر؛ لتؤمِّن الحدود الضرورية والحياة المشرفة للنفقة والعيش؛ حتى يتمكن أفرادها من الخروج من مرحلة الفقر. وكما نعرف أن (الضمان) يتطلب وجود معايير صارمة؛ حتى لا يستفيد منه إلا الذي في حاجة إليه". ويضيف: "في الوقت نفسه للصناديق الخيرية المساهمة دور كبير في محاربة الفقر وفي حمايتهم من الفقر ومساعدتهم وتأهيلهم للاعتماد على أنفسهم، ولكن يبقى النظام الاجتماعي هو المؤسسة التي تضمن لهم حياة اجتماعية مستقرة. وحقيقة، القائمون في الضمان لم ولن يقصروا في تلبية الخدمات والاحتياجات للأسر الفقيرة، ومن هي في حاجة إلى المال، ولكن نتأمل منهم مراعاة الأسر الفقيرة، ولاسيما من لا عائل لهم؛ فالأولى أن يستعجلوا في تلبية طلباتهم وتوفير احتياجاتهم، مع أنني أعلم حجم المعاناة التي يعانونها في سبيل تقديم هذه الخدمات لمن يستحقها، ولكن هناك تعليمات صارمة تساهم في تأخير استفادة المواطن أو المواطنة من خدمات الضمان الاجتماعي. وعموما نتأمل خيرا منهم بتحقيق الأهداف المرجوة، بتوفير حياة مستقرة للأسر الفقيرة؛ كيلا تكون في أوضاع مأساوية ما بين التسول والتشرد؛ ف(الضمان) والبرامج الخيرية هي ما تضمن كرامة الأسر الفقيرة، ولاسيما الأرامل والمطلقات وغيرهن من النساء اللواتي ليس لهن عائل". سقوط القوائم يقول عبدالله بن أحمد آل طاوي المدير العام للمكتب الرئيسي للضمان الاجتماعي بمنطقة مكةالمكرمة (محافظة جدة): "بخصوص الضمان الاجتماعي فإنه يشمل الأرامل السعوديات وفق الأنظمة والتعليمات دون استثناء، سواء كانت أرملة أجنبي أو أرملة سعودي، طالما أنها سعودية، ولديها بيانات الأحوال المدنية مكتملة، إضافة إلى أن تسجيل الحالات في الضمان الاجتماعي يتم بكل يُسر وسهولة وفق التوجيهات السديدة للوصول إلى الحكومة الإلكترونية والوصول إلى العالم الأول؛ فتُسجَّل الحالة بالإثبات المدني، ولا يُطلب من المواطنة أي إجراء، ويتم البحث عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية آليا؛ فتصدر بطاقة الصراف الآلي خلال مدة قصيرة جدا تمكِّن المواطن المستحق من صرف استحقاقه من الصراف الآلي". ويضيف: "للمرأة السعودية المتزوجة برجل أجنبي أحقية في الضمان بصرف مساعدة تتناسب مع ظروفها بعد أن تثبت حاجة الأسرة للمساعدة مكتملة". مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية حريصة كل الحرص على أن تصل الرواتب الضمانية والمساعدات السنوية إلى مستحقيها، ولافتا إلى أن من الأسباب وراء سقوط قوائم من المستفيدين أن البحث الآلي يسقط الحالات نتيجة زواج المستفيدة أو توظيف المستفيدة أو المستفيد، أو وجود عمالة تفوق ثلاثة للمستفيد، أو زيادة الدخل عن الحد المسموح به. الأرملة الأجنبية وبخصوص الأرامل الأجنبيات المتزوجات من سعوديين يقول: "بكل تأكيد ما لم يكن لديها جنسية مدنية أو لديها أبناء فلا يحق لها الاستفادة؛ لأن لدينا لائحة ونعمل بها، ولكن في حالة كان لديها أبناء من الزوج السعودي فبالتأكيد سيتم إلحاق الأرملة الأجنبية بأبنائها ويستفيدون من خدمات الضمان الاجتماعي". وعن موجبات إسقاط حقوق الاستفادة من (الضمان) يقول: "لم ولن تسقط أي قوائم ما لم تكن هناك ملاحظات؛ فنحن الآن نعمل حسب النظام الآلي، ويتوافر به قاعدة دخول وبيانات وغير ذلك؛ فالمستحق للضمان هو من تنطبق عليه الشروط ومستنداته المطلوبة كاملة؛ فنحن نسير وفق لائحة ونظام وشروط، ونعمل وفق الأنظمة والتعليمات وتوجيهات ولاة الأمر؛ ف(الضمان) يشمل كبار السن وغير القادرين على العمل وأسر السجناء والأسر المهجورة أو المعلقة أو الأيتام أو المعاقين أو الكوارث، إضافة إلى المطلقات والأرامل دون استثناء سواء كانت أرملة أجنبي أو سعودي، وكذلك الأرملة الأجنبية التي لديها أبناء من الزوج السعودي". وأشار إلى أن فئة المعاشات تشمل المتقاعدين والأرامل والمطلقات والأيتام، فيما تشمل فئة المساعدات العجز المؤقت وأسر السجناء والأسر المتغيب عنها عائلها أو الكوارث.