التحرش الجنسي بالأطفال خطر يحدق بأبنائنا ويقابل غالبا من أسرة الطفل بالصمت وغياب رد الفعل المناسب تجاه الطفل أو المعتدي. وتكمن المشكلة في هذا النوع من المخاطر في وقوع الاعتداء غالبا من أناس يأمن الوالدان جانبهم، كالخدم أو السائق أو بعض الأقارب والأصدقاء، وربما يحدث الاعتداء الجنسي على الطفل من طفل آخر أكبر منه سنا، وقد أشارت إحصائيات أمريكية إلى أن أكثر الاعتداءات الجنسية على الأطفال تقع من أفراد يعرفونهم مثل: أستاذ المدرسة، أو طبيب العائلة، أو مشرف المخيم. كما يمثل الأثر السيئ الذي يتركه تعرض الطفل أو الطفلة للتحرش أو الاعتداء الجنسي، جزءا مهما من المشكلة، فكم أخبرتنا نتائج الاستبانات عن أطفال تأثروا سلبا بعد تعرضهم لحوادث من هذا النوع، فمنهم من أصبح ضعيف الشخصية منطويا معظم أوقاته، ومنهم من كرهت الرجال والزواج، ومنهم من اتجه للانحراف عياذا بالله تعالى. ولذلك فعلى الوالدين أن يأخذا بكل أسباب الحماية والوقاية اللازمة حتى لا يتعرض الصغار لمن يغتال براءتهم دون خوف من الله تعالى، أو رادع من ضمير يقظ، وعليهم بالدعاء والتضرع لله تعالى، وتربية الأبناء على الحياء وستر العورة وعدم التساهل في ذلك، وعدم الثقة المفرطة بالآخرين، وتربية الأبناء على الخشونة ونبذ الميوعة والتخنث، وتربية البنات على الستر وتعويدهن الحجاب قبل سن البلوغ. كما يراعى عدم التساهل في ملابس البنت خاصة إذا ظهر عليها جمال الوجه والجسم منذ وقت مبكر، فتعوّد على الملابس المحتشمة بعيدا عن العاري أو الضيق جدا الذي يبرز مفاتن جسدها ويغري بها من لا خلاق لهم -رغم صغرها -، ويستحب تعويد الفتاة ارتداء الحجاب بشكل غير إلزامي وهي بعد صغيرة، حتى تألفه، وفي الوقت نفسه حتى تربى على الصيانة والستر وتتشكل نفسها على ذلك، وهذه التربية من شأنها أن تحمي الأبناء من الاعتداء وتصد الطامعين الآثمين في الوقت نفسه.