تواجه أندية الدوري الإنجليزي الممتاز (البريمرليج) مستقبلا مجهولا بسبب حجم الديون المتراكمة التي وصلت إلى 2.8 مليار جنيه إسترليني ل20 ناديا فقط وسط الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم، ويتوقع الخبراء الاقتصاديون زيادة هذا الرقم في المستقبل القريب؛ نظرا إلى ارتفاع أجور اللاعبين وأسعارهم في سوق الانتقالات. وتعتبر أندية بورتسموث وبلاكبيرن وليفربول وويستهام وآرسنال وبيرمنجهام وإيفرتون وهال سيتي الأكثر تهديدا بإعلان إفلاسها؛ وهو ما جعل بيعها لمالك جديد أمرا سهلا كما حدث مع علي الفراج الذي أصبح ثالث مالك لبورتسموث في غضون ثلاثة أشهر فقط؛ ما يجعل الاستثمار داخل أندية (البريمر) في الوقت الجاري محفوفا بعدة مخاطر، إلا أن رجال الأعمال السعوديين بدؤوا يفكرون بجدية في خوض غمار الاستثمار داخله، مثلما هو معروف مع الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله الذي اقترب من شراء 50 في المئة من أسهم ليفربول، وعلي الفراج الذي امتلك 90 في المئة من أسهم بورتسموث، وتشير آخر التقارير الصحافية الصادرة من إنجلترا إلى أن هنالك شخصية بارزة داخل الوسط الرياضي السعودي تنوي بقوة شراء ويستهام مع شريك آخر بقيمة 318 مليون إسترليني. وتأتي مصادر الدخل المتعددة لأندية كرة القدم مثل الدخل التلفزيوني وعقود الرعاية والإعلانات وعدم تقييد المالك بكشف مصادر دخله أسبابا بارزة في اقتحام رجال الأعمال كرة القدم، خصوصا الدوري الإنجليزي؛ نظرا إلى عدم تمكن المستثمرين الأجانب من شراء أكثر من 51 في المئة من أسهم أندية الدوري الإسباني الذي يعتبر مع نظيره الإنجليزي الأقوى في العالم، ودون التفكير في التوجه إلى أندية كرة السلة أو فرق سباقات الفورمولا 1 على سبيل المثال؛ بسبب التكلفة العالية التي سيواجهونها سواء في رواتب اللاعبين أو حجم الصفقات، خصوصا إذا علمنا أن الألماني شوماخر سائق فيراري السابق كان يتقاضى 40 مليون دولار راتبا سنويا، ولم يصل أغلى لاعبي كرة القدم أجرا إلى مثل هذا الرقم. وعلى الجهة الأخرى فإن تخطي صفقات اللاعبين في كرة السلة حاجز 100 مليون دولار أمر طبيعي ولا يستحق التضخيم من قبل وسائل الإعلام، وعلى النقيض فإن انتقال كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد مقابل 124 مليون دولار جعل الكثير من النقاد يشككون في نزاهة الأموال التي دفعت إلى رونالدو؛ لأن هذا الرقم يعتبر شاذا عن المبالغ المتعارف عليها في سوق الانتقالات. وأصبح معدل الدخل السنوي للاعب الواحد في الدوري الإنجليزي مليون إسترليني، وهي قفزة هائلة عما كانت عليه مع بداية انطلاق مسمى (البريمرليج) على البطولة ابتداء من 1992 / 1993؛ حيث كان المعدل 76 ألف إسترليني، وفي إحصائية أخرى تم عملها في 2006 وصل معدل الدخل إلى 670 ألف إسترليني، علما أن مجموع رواتب لاعبي (البريمرليج) وصل إلى مليار إسترليني. الاستقرار الإداري داخل بعض الأندية قد يجعلها أكثر أمانا؛ نظرا إلى رأس المال المرتفع للمالك مثل: أندي ليرنر مالك (أستون فيلا)، ورومان إبراموفيتش (تشلسي)، والشيخ منصور (مانشستر سيتي)، ومالكولم جليزر (مانشستر يونايتد)، إليس شورت (سندرلاند)، وجو لويس (توتنهام)، إلا أن الخطر سيكون موجودا متى ما قرر أحد هؤلاء الخروج من النادي بعد اكتفائه من الاستثمار داخله، وهو أمر وارد، خصوصا في تشلسي، بعد أن تحدث مع بروس باك رئيس النادي بأن إبراموفيتش من الممكن أن يتخلى عن مشروعاته في تشلسي، إذا حصل الفريق على لقب دوري أبطال أوروبا، موضحا أن الملياردير الروسي قال منذ امتلاكه للنادي في 2003 إن طموحه الأكبر ربح البطولة. وعلى عكس تشلسي يعلم الجميع أن توتنهام هو أكثر الأندية موازنة بالدخل في إنجلترا، وذلك بفرضه 70 ألف إسترليني كسقف أعلى لراتب اللاعب الأسبوعي. “شمس” تمكنت من الحصول على القوائم المالية كاملة لأندية الدوري الإنجليزي، وذلك منذ أغسطس 2008 حتى أغسطس 2009، إضافة إلى أصحاب الأجر الأعلى داخل الأندية..