كانت الانطلاقة الأولى لطلالب مدرسة (لايك سايد) مع أجهزة الحاسوب في ربيع 1968، حين استأجرت المدرسة أجهزة عدة من بعض الشركات. وبعيدا عن التفاصيل الدقيقة؛ فقد زاد شغف الطلاب بهذه التكنولوجيا الحديثة، غير أن اثنين من الطلاب في الصف الثامن طورا من شغفهما ذلك، حتى وصل الأمر إلى إهمال دروسهما وقضاء وقتهما في غرفة الحاسب. صار المشروع الذي يحلم به بيل جيتس وبول آلن هو إنشاء شركة صغيرة خاصة بهما، وقد حققا الحلم، وقاما بتصميم جهاز حاسوب صغير يهدف لقياس حركة المرور في الشوارع، وحققت هذه الشركة الصغيرة 20 ألف دولار في عامها الأول، وكانا وقتها في المرحلة الثانوية، واستمرت الشركة في العمل حتى دخول بيل الجامعة في خريف عام 1973. وفي أحد أيام ديسمبر من العام 1974 وقع نظر بول آلن على إحدى المجلات التي ظهر على غلافها صورة لحاسوب Altair 880، وكان مكتوبا تحت الملف: “أوّل حاسوب مخصّص للأغراض التجارية”. وأدركا أنّ هذا الحاسوب يحمل معه فرصتهما الكبرى؛ فاتصل بيل بالشركة المنتجة للحاسوب، وأخبرهم بأنّه طوّر هو وزميله بول آلن (البرنامج المترجم) للحاسوب بلغة بيسك”. ولم يكن بيل وآلن قد كتبا سطرا برمجيا واحدا لهذا الحاسوب ولم يشاهداه إلاّ في صور المجلة فقط ولم يمتلكا حتى معالج إنتل 8080، الذي يعمل عليه، لكن الشركة وافقت على مقابلتهما؛ ما دفعهما إلى البدء بالعمل وبسرعة على كتابة البرنامج. كانت عملية كتابة البرنامج مسؤولية بيل جيتس، بينما بدأ بول آلن العمل على إيجاد طريقة لعمل محاكاة ذلك الحاسوب على أجهزة 10PDP المتوافرة في الحرم الجامعي لتجريب البرنامج عليه. وبعد مرور ثمانية أسابيع من العمل المستمر؛ استقلّ بول آلن الطائرة متوجها إلى الشركة لعرض البرنامج. في اجتماع مع إدارة الشركة حمّل بول البرنامج على الحاسوب Altair 8800، وبدأت عملية تشغيله للمرة الأولى. وعمل البرنامج بكل سلاسة من دون أخطاء، فتعاقدت الشركة على الفور مع الصديقين لشراء حقوق الملكيّة للبرنامج... ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من الرحلة التي يعلم العالم حجمها... ولا يُعرف إلى أي حد ستنتهي.