شاركت دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع الملحقية الثقافية السعودية في الهند والجامعة الملية بنيودلهي في المنتدى المتخصص بعنوان (اللقاء الدولي حول المصادر التاريخية عن تاريخ الجزيرة العربية والخليج العربي في الأرشيفات والمكتبات الهندية)، وذلك خلال ثلاثة أيام امتدت من 6 أكتوبر الجاري. وقال فهد بن عبدالله السماري الأمين العام للدارة إن هذا المنتدى يشكِّل امتدادا للقاءات المماثلة التي نظمتها الدارة خارج البلاد عن موضوعات ذات صلة بتاريخ الجزيرة العربية. وأضاف: “تكمن أهمية هذا اللقاء المتخصص في دعم مصادر الدارة التاريخية وأوعيتها العلمية ومد جسور التعاون البحثي بين الدارة والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك خارجيا”. وقال إن أهداف اللقاء الذي عُقد في الجامعة الملية بنيودلهي تتمثل في تعزيز العلاقات العلمية بين الباحثين والباحثات والمهتمين بدراسة تاريخ الجزيرة العربية من شبه القارة الهندية من جهة ودارة الملك عبدالعزيز من جهة أخرى، والتعريف بالتاريخ الوطني الحكومي (السعودي) في الأوساط البحثية المعنية في الجمهورية الهندية، ورصد وحصر المصادر التاريخية عن الخليج العربي والجزيرة العربية في الأرشيفات والمكتبات الهندية، خاصة أن العلاقات التجارية بدأت قديما بين المنطقتين وأفرزت عددا من المؤلفات والوثائق والمخطوطات الراصدة لذلك التبادل التجاري العريق بين تجار الهند والخليج العربي، الذي تبعته علاقات اجتماعية وثقافية ذات ملامح واضحة. وأضاف السماري: “أيضا هناك الحجاج من القارة الهندية الذين وثقوا رحلاتهم إلى الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بكثير من المؤلفات في أدب الرحلات، فضلا عن انطلاق كثير من المستشرقين الذين جاؤوا إلى منطقة الخليج العربية وبلاد الجزيرة العربية بإشراف من الحامية البريطانية في الهند، وكانت هناك مراسلات بينهم وبين مسؤولي الحامية تحمل معلومات علمية وثائقية ذات أهمية قصوى عن منطقتنا الخليجية، ومن هنا تنبع الأهمية الكبيرة لمثل هذا اللقاء الذي أبدت فيه الملحقية الثقافية في الجمهورية الهندية جهدا واضحا في التنسيق والاشتراك انطلاقا من مسؤوليتها في دعم العلاقات الثقافية والعلمية بين مؤسسات البلدين العلمية”. وعن طبيعة اللقاء قال: “عُرضت أوراق علمية من الجانبين تُظهر تاريخ العلاقات القديمة بين شعوب المنطقتين، وتكشف ملامح حركة التأليف والتوثيق من قِبل الباحثين الهنود عن تاريخ الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربية وإبراز المآثر الفكرية والعلمية في تاريخ الجزيرة. وفي ختام اللقاء ستكون هناك جلسة علمية مفتوحة لمناقشة فعاليات اللقاء، والاستماع إلى المداخلات والتعليقات، كما سيكون هناك برنامج زيارات لأهم المؤسسات والمكتبات للتعرُّف على المصادر التاريخية المعنية بتاريخ الجزيرة العربية وتاريخ (السعودية) والتمهيد لتعاونات علمية تالية معها”.