تكثر بين أفراد مجتمعنا عادة تقبيل الأطفال كنوع من إظهار المحبة والعطف على الصغير من غير أن ندري أن هذه القبلات الكثيرة قد تكون السبب في إصابة الطفل بالأمراض الكثيرة. وهناك البعض يقول إن تقبيل الطفل في فمه شيء في منتهى الخطورة؛ فالحقيقة أن القبلة التي تطبعها الأم أو الأب على فم الطفل الصغير، وبخاصة عندما يكون في الأشهر الثلاثة الأولى، هذه القبلة كفيلة بأن تنقل إليه الأمراض التي يعانيها الأبوان، أحدهما أو كلاهما معا، وذلك قبل الأشهر الستة الأولى من عمره قبل أن تتكون لديه المناعة؛ فلو حدثت قبلة بين شخص بالغ وطفل رضيع ينشأ أولا التهاب فطري باللسان ينتشر بين اللثة وينتشر في جميع أنحاء فم الطفل، وبالتالي تكون (الريالة) عنده مستمرة، كذلك عدم القدرة على الأكل الكافي، كما تنتقل ميكروبات مثل مجموعة الميكروبات العنقودية، وهي ميكروبات موجودة في فم الإنسان بصورة طبيعية حتى لو كان سليما، وعن طريق القبلة تُنقل للطفل، ولمناعته الضعيفة تسبب له الأمراض؛ فينتج عنها التهاب الحلق والفم، كما تؤدي إلى التهاب اللوزتين، وعندما يكبر الطفل ويبلغ عمره مثلا عامين تكون لها مضاعفات كبيرة على القلب أو التهابات متكررة في الكليتين. ومن الأمراض التي تنتشر عن طريق التقبيل مرض الحمى الشوكية، وهي تنتشر أيضا عن طريق ميكروبات موجودة بصفة طبيعية في فم الإنسان. وهناك أمراض فيروسية مثل الزكام والرشح يجب عدم الاستهانة بها لأنها قد تصيب الخلايا المبطنة لخلايا المخ وينتج عنها ارتفاع شديد جدا في درجة الحرارة يصعب السيطرة عليه، ويؤدي إلى تشنجات عند الطفل تشبه حالة التهاب الحمى الشوكية، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى الوفاة، إضافة إلى أن هناك فيروس التهاب الغدة النكفية (أبو اللكيم)، وكذلك الحصبة الرمادية والألمانية تنتقل كفيروس عن طريق القبلة، كما يمكن انتقال بعض الميكروبات والفيروسات من الإنسان البالغ إلى الغدد اللعابية للطفل؛ ما ينتج منها التهاب الغدد اللعابية للطفل، كذلك إذا كان هناك قبلة ملوثة بخلايا صديدية من فم بالغ وتنتقل للطفل عن طريق القبلة فإنها تؤدي إلى حدوث نزلة معوية. ومساوئ القبلة للطفل لا تنتهي؛ فهناك الفيروسات الكبدية، منها الفيروس A ، وهو ينتقل للطفل عن طريق القبلة في حالة إذا كان الذي قبَّله حاملا هذا الفيروس. ويقول الأطباء: القبلة الصحيحة للطفل هي القبلة على يد الطفل وجبهته؛ فالميكروب على يد الطفل أو جبهته يموت.