أكدت الدكتورة ليلى الهلالي مشرفة الوحدة النسائية بأمانة منطقة الرياض أن قضية التعامل مع المرأة في المملكة من ناحية التعليم والعمل والاستقلالية مرت بمراحل متعددة، والآن الأمور بدأت تتطور لكن بتأنٍ وبما يتناسب والتحولات المحلية والدولية. تسهيل عمل المرأة وقالت في حديثها ل “شمس” إن التوجيه السامي للجهات الحكومية التي تقدم خدمات ذات علاقة بالمرأة بإنشاء وحدات وأقسام نسائية بحسب ما تقتضيه حاجة العمل فيها وطبيعته، يهدف إلى تسهيل حياة المرأة وإتاحة الفرصة لها للمشاركة الفاعلة في خطط التنمية بما يتناسب ووضعها وقدراتها كما هو الحال في التفتيش على الأنشطة النسائية على سبيل المثال. ولفتت إلى أن الأمانة كانت سباقة في التفكير بإنشاء تلك الوحدة في 1421ه، لتحقيق رسالتها وأهدافها المرتبطة بالعنصر النسائي، إلا أن الأنظمة وقتها حالت دون ذلك. مشيرة إلى أن الأمانة لا تخشى فشل التجربة، ويؤكد ذلك كم المبادرات الكثيرة والمتعددة التي تقوم بها لعلمها الأكيد أن المنهجية السليمة تفضي إلى نتائج إيجابية، وتطوير العمل يتطلب الإقدام والإصرار. نشر التوعية وذكرت الدكتورة الهلالي أن الوحدة النسائية تسهم في توعية المستثمرات بأهمية الالتزام بالأنظمة، وأثر ذلك في نمو أنشطتهن، إلى جانب توعية المستفيدات من هذه الأنشطة بأنواع المخالفات وآثارها السلبية في المجتمع والصحة وسوق العمل. وبطبيعة الحال لايمكن ضخ هذا الوعي دون الإعلان عن تلك المخالفات وتفاعل أفراد المجتمع معها للحد منها من خلال تشكيل رفض اجتماعي لها. ونتيجة لهذا الحراك فقد وجدنا تجاوبا كبيرا من المستثمرات حيث انخفضت نسبة المخالفات بدرجة كبيرة بين كل جولة تفتيشية وأخرى، وصلت إلى أكثر من 8 في المئة في الكثير من الحالات. وأكدت أن التجربة وعلى الرغم من حداثتها إلا أن نجاحها فاق التوقعات خصوصا في إنجاز المعاملات والقيام بالجولات التفتيشية وضبط وتوجيه الأنشطة النسائية، إلى جانب وصول عدد الفروع إلى 12 فرعا إضافة إلى فرع إدارة صحة البيئة، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 17 في الأشهر القليلة المقبلة. عاطفة النساء وذكرت رئيسة الوحدة النسائية بأمانة الرياض أن أكثر المخالفات شيوعا في الأنشطة النسائية، التعامل مع السحرة والمشعوذين وعرض أدوية ومستحضرات ومواد غير مطابقة للمواصفات بعضها شديد الخطر على الصحة، إضافة إلى إجراء عمليات تجميل بأيدٍ غير متخصصة وغير مرخصة وفي أماكن غير مهيأة ومرخصة لإجراء مثل هذه العمليات. مشيرة إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أن العاطفة تغلب على تفكير النساء، فبعضهن يميل إلى تصديق كل من يعرض عليهن من حلول سريعة لمشاكلهن دون تدقيق وهو ما يهيئ أرضية خصبة لشيوع تلك المخالفات. بيروقراطية نسائية ونفت الهلالي ما يتردد عن بيروقراطية العمل في الوحدة وتعطيل المعاملات، موضحة أن الوحدة تحظى بدعم واهتمام الأمين، وتتبع مباشرة لوكالة الخدمات التي أطلق وكيل المهندس عبدالرحمن الزنيدي كلمة (عميل) على المراجع ليتم خدمته كعميل يجب إرضاؤه. وذكرت أن كل من يزور الفرع الرئيسي، أو أيا من فروعه يلاحظ التجهيزات المادية والبشرية اللازمة لاستقبال “ العميلات” لإنجاز معاملاتهن بأسرع وقت ممكن. لكن أحيانا تأتي بعض المعاملات غير المكتملة ويتم تطبيق الأنظمة واللوائح عليها. عوائق الاستثمار النسائي وأكدت الهلالي أن أكثر عوائق الاستثمارات النسائية، عدم استقلالية المرأة، وضرورة استعانتها بالوكيل الشرعي أو المعقب. ولفتت إلى أن الوحدة تعمل على ربط الأيدي الوطنية المستثمرة بالأيدي الوطنية المنتجة لتطوير منشآت أعمال نسائية قادرة على الاستمرارية والنمو بما يجعلها قادرة على توليد المزيد من الفرص الاستثمارية فضلا عن توفيرها للفرص الوظيفية للمرأة السعودية.