تنتشر في العيد سنويا الكثير من الممارسات والسلوكيات المؤثرة على الصحة سلبا. ويتوافق عيد الفطر المبارك العام الجاري مع انتشار إنفلونزا الخنازير؛ لذلك ينصح المختصون بضرورة التقيد بعدد من الإرشادات الصحية التي تساعد في حماية الأطفال والبالغين، على حد سواء، وضمان تمتعهم بأيام العيد بطريقة آمنة وصحية، إضافة إلى بعض السلوكيات الخاطئة التي اعتاد الناس على القيام بها خلال عيد الفطر المبارك، منها استخدام الأطفال الألعاب النارية، وعدم مراقبتهم أثناء الخروج للترفيه خلال أيام العيد مثل عدم مراقبتهم عند استخدام حمام السباحة، وركوب الدبابات والدراجات النارية وغيرها. ويوضح الدكتور عبدالرحمن القحطاني المشرف على التوعية الصحية بوزارة الصحة، أن المستشفيات تسجل الكثير من الإصابات والحوادث خلال أيام العيد؛ نتيجة إهمال بعض الإرشادات الصحية، ومنها إصابات قد تؤدي إلى إعاقات مستديمة وتصل للوفاة. وحول الإرشادات المعنية بالوقاية من إنفلونزا الخنازير، يشدد القحطاني على ضرورة الحد من التقبيل أثناء المعايدة قدر الإمكان، والاكتفاء بالمصافحة التي تعد الأقرب إلى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض أقوال العلماء. وطالب القحطاني بالمحافظة على الإرشادات الصحية العامة المتعلقة بالوقاية من إنفلونزا الخنازير، التي من أهمها المداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو منظفات الأيدي بصفة منتظمة، خاصة بعد السعال أو العطس، وأثناء التواجد في مواقع التجمعات والاحتفالات والمناسبات وبعد العودة منها، وكذلك استخدام المنديل عند السعال أو العطاس وتغطية الفم والأنف به، والتخلص منه في سلة النفايات، وإذا لم يتوافر المنديل فيفضل السعل أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين، وكذلك تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد؛ لأن اليدين يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها للأسطح الملوثة بالفيروس. مبينا أن معظم حالات الإصابة خفيفة ومتوسطة، وتشفى من دون الحاجة إلى رعاية طبية، كما لا يزال معدل الوفيات طبيعيا ومتوافقا مع المعدل العالمي، حيث بلغ أقل من 0.66 في المئة. نصائح طبية وطالب القحطاني المصابين بأعراض الإنفلونزا، بالمكوث في المنزل والحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة، وشرب كميات كافية من السوائل، والتقيد بالإرشادات السابقة، وكذلك استخدام الأدوية المسكنة للآلام والخافضة للحرارة، مع ملاحظة تجنب استخدام مسكنات الأسبرين للأطفال والشباب لتوقي الإصابة بما يسمى بمتلازمة راي. وقال: “أما إذا اشتدت الأعراض، أو كان المصاب يعاني أحد الأمراض المزمنة فمن الضروري التماس الرعاية الطبية مباشرة”. وأضاف: “تشمل الأعراض الإصابة بالحمى مع رشح الأنف، والتهاب الحلق، كما يمكن أن يصاحب ذلك السعال والإصابة بآلام في بعض أعضاء الجسم كالعضلات والمفاصل، وكذلك الصداع، والرجفان، والإرهاق، كما أن بعض إصابات إنفلونزا الخنازير قد يصاحبها إسهال وقيء”. ووجَّه القحطاني رسالة إلى الوالدين بالحرص على تعريف أبنائهم بالإرشادات الصحية للوقاية من الإنفلونزا بأسلوب مبسط ومحبب إليهم، ومتابعة تقيدهم بها. مهربة ورديئة وحول الإرشادات المعنية بالسلامة والأمان، يحذر القحطاني من استخدام الألعاب النارية، خاصة أن النوعيات المتوافرة في الأسواق مهربة ورديئة الصنع ولا تتكامل فيها شروط السلامة، ومن ثم قد تعرض الأطفال لإصابات خطيرة. مشيرا إلى أن الكثير من الإصابات الخطرة تُسجل سنويا خلال فترة العيد في أقسام الطوارئ بالمستشفيات نتيجة استخدامها، ومنها ما قد يؤدي إلى إعاقات دائمة، ومن ذلك قطع الأصابع وفقدان البصر، إضافة إلى أنها قد تسبب وفيات؛ نتيجة الحرائق، وهو ما حصل العام الماضي، حيث توفي طفل وبعض أفراد أسرته في إحدى مناطق السعودية؛ نتيجة العبث بالألعاب النارية واحتراق المنزل. ويضيف، أنه يجب أخذ احتياطات السلامة الضرورية في مدن الألعاب ومواقع الترفيه، والتأكد من ربط حزام الأمان في الألعاب، وعدم استخدام الألعاب التي لا تتوافر فيها أحزمة الأمان. وبين القحطاني، أنه من الضروري بناء ثقافة استخدام الخوذة الواقية وأدوات السلامة الأخرى عند استخدام الدراجات وألواح التزلق والدبابات الصحراوية بأنواعها المختلفة، سواء للبالغين أو الأطفال، التي تساعد في الحماية من الإصابات الخطيرة في الرأس أو المفاصل. لافتا إلى أن هذه الأدوات متوافرة في الكثير من معارض ألعاب الأطفال وبعض الأسواق المركزية. وطالب القحطاني بالتأكد من سلامة الإطارات والمكابح، والابتعاد عن استئجار الأنواع القديمة والرديئة قبل استخدام الدبابات، وكذلك استخدام الحجم المناسب من الدبابات؛ بناءً على عمر الطفل وقدرته على التحكم بالمركبة، وعدم الانجراف وراء ضغوط أبنائهم، كما يجب اختيار المكان المناسب عند استخدامها بعيدا عن السيارات وأماكن تجمع الأفراد. إجراءات سلامة ويدعو القحطاني إلى التقيد بإجراءات السلامة عند استخدام المسابح، وعدم ترك الأطفال في المسبح وحدهم، والتأكد من وجود أحد البالغين لمراقبتهم، حتى لو كانوا يجيدون السباحة، وقال: “في حال عدم استخدام المسبح يجب التأكد من إغلاقه جيدا وضمان عدم قدرة الأطفال على فتحه، إضافة إلى توفير طوق السلامة لاستخدامه عند الضرورة”. توازن غذائي وحول الإرشادات المعنية بالتوازن الغذائي والنشاط البدني دعا القحطاني إلى الاعتدال في تناول الحلويات والشوكولاته، محذرا من الانجراف وراء الدعايات والإعلانات التي تروج تلك المنتجات خلال فترة العيد، بما فيها الحلويات المحلية والشعبية كالكنافة والبقلاوة وغيرها، إضافة إلى المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية. وطالب القحطاني بعدم الإفراط في تناول الوجبات السريعة ذات السعرات الحرارية والدهون العالية، والابتعاد عن ما يسمى بالحجم الكبير من تلك الوجبات؛ لأنها تعني مزيدا من السعرات الحرارية والدهون، وكذلك التوازن في تناول الوجبات الشعبية عالية الدهون كالمندي وغيرها، وعدم تناول الأطعمة المكشوفة والشراء من الباعة المتجولين؛ كونها عرضة للتلوث ببعض الميكروبات التي تؤدي إلى التسمم الغذائي. نشاط بدني ويؤكد القحطاني أن العيد يعتبر فترة مناسبة لممارسة النشاط البدني، خاصة أنه يوافق العام الجاري بداية اعتدال الجو. منوها إلى أن ممارسة المشي لمدة نصف ساعة يوميا لمدة خمسة أيام في الأسبوع على الأقل من أبسط أنواعه. ودعا القحطاني الوالدين إلى توجيه أطفالهم بأسلوب مبسط وسلس حول أهمية ممارسة النشاط البدني، والتعريف بالأضرار الصحية؛ نتيجة الإفراط في تناول الحلويات والشوكولاته والوجبات السريعة، ومنها تسوس الأسنان والسمنة وما يترتب على ذلك من الإصابة بالأمراض المزمنة. نصائح للمسافرين وعن الإرشادات المعنية بالسفر، ينصح القحطاني جميع المسافرين بالتقيد بالإرشادات الصحية السابقة الذكر أثناء سفرهم، محذرا بعض فئات المجتمع من الوقوع ضحية بعض السلوكيات المهددة للصحة، وفي مقدمتها الدخول في علاقات غير شرعية، وما قد يؤدي إليه ذلك من الإصابة بأمراض خطيرة كالأيدز والتهاب الكبد الفيروسي، إضافة إلى الكثير من الأمراض المنقولة جنسيا، إضافة إلى خطورة تعاطي المخدرات وما تسببه من مضاعفات صحية خطيرة تؤدي إلى الوفاة.