تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التقرير السنوي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وقام بتسليم التقرير للملك الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رئيس اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأعضاء اللجنة الرئاسية والدكتور راشد الراجح الشريف، والدكتور عبدالله عمر نصيف، الدكتور عبدالله بن صالح العبيد، وفيصل بن عبدالرحمن بن معمر نائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والدكتور فهد بن سلطان السلطان نائب الأمين العام للمركز، خلال استقباله لهم في قصر الصفا بمكة المكرمة مساء أمس. وأكد خادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبال، الأهمية الكبيرة التي يعلقها المجتمع على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في تعزيز الوحدة الوطنية ونشر قيم المحبة والإخاء بين جميع شرائح وفئات المجتمع وفي مناقشة القضايا الوطنية التي يسهم فيها المواطن بالرأي المسؤول والمقترحات البناءة تجاه القضايا التي تهم جميع أبناء الوطن. مشيرا إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يعد قناة للتعبير المسؤول ويهدف إلى محاربة التعصب والغلو والتطرف من خلال نشر الآراء المستنيرة والمواقف الحكيمة، التي من شأنها المساهمة الفاعلة في تحقيق النتائج المرجوة من تناول القضايا الوطنية التي يطرحها المركز بين المواطن والمسؤول. وقال خادم الحرمين الشريفين: “إن هذا الوطن والشعب السعودي الوفي لا يقبل بديلا عن الوسطية والاعتدال الذي يرفض الغلو والتعصب بالقدر الذي يرفض فيه كذلك التحلل”. وأضاف: “إن المرحلة الراهنة تقتضي تضافر الجهود لإيجاد استراتيجية وطنية تمكّن الشباب من التعرف على الطريق الصحيح نحو العمل والتنمية، وتنير عقولهم بقيم الوسطية والتسامح والإخاء التي يدعو لها ديننا الإسلامي الحنيف، وتحميهم من الانجراف وراء التيارات الفكرية المضللة التي لا تريد لهذا الوطن الخير ولا الاستقرار، وتحاول السيطرة على عقول بعض الشباب؛ لثنيهم عن الدور المنشود منهم في مجال البناء والتنمية”. واطلع خادم الحرمين الشريفين خلال الاستقبال على نتائج اللقاءات التحضيرية التي عقدها المركز تحضيرا للقاء الوطني الثامن، ووجَّه بعقد اللقاء الرئيس للقاء الوطني الثامن تحت عنوان “الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية”، في منطقة نجران. وأشاد الملك بالجهود التي يبذلها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، في مجال التدريب على الحوار، وفي مجال إشاعة ثقافة الحوار. واطلع خادم الحرمين الشريفين على الدراسة الميدانية التقويمية التي أعدت عن المركز بالتعاون مع مجموعة من الباحثين، ونوّه أيده الله بالنتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، مؤكدا أهمية أن تشكّل الدراسة والنتائج التي توصلت إليها انطلاقة جديدة في عمل المركز لمزيد من الإنجازات الفكرية التي من شأنها تحقيق أهداف المركز وتطلعات المواطنين. كما اطلع على الكتاب الوثائقي الذي أعدَّه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات السماوية والفلسفات الوضعية، حيث وثَّق الكتاب آراء الكتاب والعلماء والمفكرين في العالم العربي والإسلامي والدولي حول هذه المبادرة التاريخية التي حظيت بتقدير العالم واحترامه. كما اطلع خادم الحرمين الشريفين على التصاميم الهندسية الجديدة لإقامة مقر لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، يتواءم مع طبيعة ومهام المركز الفكرية، ووجه بالعمل على إنجاز مشروع المقر للمركز بأسرع وقت ممكن، متمنيا أن يسهم المشروع الجديد في دعم أعمال المركز نحو تنفيذ المزيد من البرامج الفكرية والخطط التطويرية التي تحقق أهداف المركز، وسط بيئة عمل ملائمة ومتطورة. من جهته، قال الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين رئيس اللجنة الرئاسية، في كلمة ألقاها أمام خادم الحرمين الشريفين: “إننا في هذه الأيام المباركة نلمس نتائج ونجني ثمار جهودكم الخيّرة لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، والمتمثلة في هذه النتائج الطيبة التي حققها مركز الملك عبدالعزيز واستفاد منها أبناء الوطن في مختلف القطاعات والمؤسسات الوطنية”. معبرا عن عظيم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، على ما يحظي به مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من مبادرات كريمة تدعم مسيرة الحوار الوطني وترسخ مفاهيمه في المجتمع. إلى ذلك، أوضح فيصل بن عبدالرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أن خادم الحرمين الشريفين اطلع خلال هذا اللقاء على مشاريع المركز وبرامجه التي نفذها خلال الموسم الماضي. مبينا أن خادم الحرمين الشريفين أبدى اهتمامه الكريم بدعم وتأصيل ثقافة الحوار في المجتمع السعودي وبين جميع أفراده، وأن يكون الحوار حالة شمولية لجميع أفراد المجتمع ومؤسساته. وقال ابن معمر: “إن خادم الحرمين الشريفين اطلع على الجوانب التدريبية التي يقوم بها المركز والتي تمثلت في تأهيل أكثر من 1200 مدرب ومدربة معتمدين لنشر ثقافة الحوار، وتدريب أكثر من 160 ألف مواطن ومواطنة في 42 محافظة على مستوى السعودية، على تنمية مهارات الاتصال في الحوار؛ ما يؤكد إيجاد قاعدة مهمة لنشر ثقافة الحوار بالتعاون مع القطاعات الحكومية المستهدفة من برامج التدريب ومشاريعه”.