سويعات قبل الإفطار تتأجج فيها مشاعر الغضب لدى كثيرين، فتتعالى الأصوات وتحتدم المخاصمات، وقد ينتج منها ألفاظ نابية وسباب وشتائم تأخذ جزءا كبيرا من حسنات الصائمين. “شمس” التقت مجموعة من الصائمين قبيل لحظات الإفطار، فكانت لنا وقفة مع بعضهم... الجوع والعصبية يقول مطر المطيري: “من وجهة نظري توجد علاقة بين الجوع والعصبية، فالجوع يوثر على الدماغ والأعصاب، وأثناء الصيام يعاني الدماغ قلة الغذاء؛ وهو ما يدفع الصائم إلى التوتر”. أما عبدالعزيز العتيبي فقد تساءل: “كيف يعرف الناس أني صائم من دون أن أكون عصبيا؟! فالعصبية شعور رمضاني عام، وغالبا نجد أن المدخنين ومدمني الكافيين هم الأكثر عصبية، فقبيل ساعات الإفطار تنخفض نسبة النيكوتين والكافيين في الدم؛ ما يؤثر على انفعالاتهم. ويوافقه الرأي ناصر العمري الذي أضاف، أن الكافيين هي المادة المنبهة في القهوة والشاي والكولا، والانقطاع المفاجئ عنها يسبب شعور مدمنيها بالكسل والنعاس، وفقد الرغبة في العمل، وبالعصبية وانخفاض المزاج، بالإضافة إلى ما يسمى باضطرابات المعدة، التي تعود إلى الإفراط في الأكل؛ ومن أعراضها القريبة الحموضة، وتقلبات أخرى تؤدي في اليوم التالي إلى العصبية، إضافة إلى اضطرابات النوم، حيث تبدلت الساعة البيولوجية عند الأفراد فيصبح الليل عندهم نهارا والنهار ليلا. ضغوط النساء وعلى الجانب النسائي؛ فإنه لا شيء يكاد ينافس روائح الطبخ سوى صراخ الأمهات في المطابخ، فتقول ريم الصاعدي: “عصبية النساء متوقعة، فهن يتعرضن لضغط أكبر في رمضان؛ بسبب إعداد الطعام بصورة غير طبيعية، وما يترتب عليه من أمور أخرى كعبث الأطفال وغيره”. الرأي العلمي وعلى الجانب النفسي تقول عبير سلطان، الباحثة النفسية والاجتماعية: “إن من أسباب تعكّر مزاج بعض الصائمين وانخفاض معنوياتهم عند الصيام وجود قدر من القلق النفسي، والخوف الغامض من أن يعانوا بسبب امتناعهم عن الطعام والشراب، وأن عليهم الانتظار إلى المغرب، وهذا القلق لا داعي له طالما أن الصائم يستطيع أن يفطر متى بلغ به الجهد حدا لا يطيقه”. وتشير عبير إلى أن من أسباب انخفاض المزاج والتكاسل عن العمل في رمضان، أن بعض الصائمين ينفقون الليل في السمر والأكل والشرب، حتى إذا اقترب الفجر تسحروا وناموا، لكن الساعات الباقية لهم حتى موعد العمل لا تكفيهم كي يستعيدوا نشاطهم، فيذهبون إلى أعمالهم مرهقين، وتكون ساعات العمل بالنسبة إليهم شاقة ومزعجة، وذلك نتيجة نقص النوم، وليس نتيجة الصيام. وأضافت عبير سلطان، أن هناك عددا من العوامل السيكولوجية والبيولوجية التي تؤدي بشكل مباشر إلى التوتر؛ ما ينتج منه حالة شديدة من الغضب تسبق ساعات الإفطار، وتقول: “إن نقص الأنسولين واحتياج الجسم للماء والغذاء، بالإضافة إلى معرفة الصائمين بقرب ساعات الإفطار، وخلل الساعة البيولوجية داخل الجسم؛ عوامل تؤدي إلى الغضب، كذلك فإن كثيرا من المدخنين تحتاج أجسامهم إلى الكافيين والنيكوتين، وهو ما يؤدي إلى حالة من التوتر والهيجان، لافتة إلى أن الكافيين مادة منبِّهة في القهوة والشاي والكولا، وفي حالة الانقطاع عنه يتسبب بشعور المدمن بالكسل وبالعصبية.