الرغبة في توفير حاجيات رمضان وإرضاء الصغار وتنويع مائدة رمضان؛ دفعت بعض الأسر رقيقة الحال إلى اللجوء بكثافة إلى المتاجر التي تخصصت في بيع المواد الغذائية التي أوشكت فترات صلاحيتها على الانتهاء، حيث يجدون فيها كل احتياجاتهم وبنصف أسعارها الحقيقية دون الالتفات إلى ما قد تشكله بعض تلك المواد من تأثيرات صحية سالبة، على الرغم من تأكيدات تلك المتاجر أن منتجاتهم سليمة وصحية ولا ضرر منها. ليس برغبتنا وخلال جولة “شمس” في حي منفوحة بالرياض كانت حركة السير كثيفة في الشوارع الضيقة التي اصطفت بها بعض تلك المتاجر؛ بسبب الإقبال الكبير عليها من مواطنين ومقيمين.. وعند مدخل أحد تلك المتاجر قالت السيدة أم محمد وهي تحمل ابنتها الصغيرة بين يديها “الكثير من الأسر تأتي إلى هنا مرغمة.. فامرأة مثلي ماذا ستفعل لها 200 ريال لتوفير احتياجات رمضان؟”. وأضافت أن الوضع يتغير مع وجود مثل هذه المتاجر التي نجد فيها ما يناسبنا من مواد ممتازة وبسعر رخيص بشكل نوفر فيه 50 في المئة من الميزانية الحقيقية لتلك المواد، ولفتت إلى أنها تتعامل مع هذه المتاجر منذ ما يقارب عشر سنوات. ويشير المواطن حسن الواصلي (40 عاما) إلى أن هذه المتاجر هي الحل الوحيد أمام كثير من الأسر قليلة الدخل، على الرغم ما قد يعتري تلك المواد الغذائية من تغير في الطعم أو الرائحة بسبب سوء التخزين خاصة الألبان ومشتقاتها. صحتنا أهم أما خالد الذوري الذي كان قريبا من تلك المتاجر، فأشار إلى أنه لم يحاول يوما الشراء من تلك المتاجر، رغم ظروفه المادية، مفضلا الجوع على المغامرة بحياته وحياة أسرته بتناول تلك المواد رخيصة الثمن التي لا يعرف حقيقة أمرها ولا التغييرات التي حدثت بها نتيجة طول مده تخزينها وتعرضها لدرجات حرارة متفاوتة. صالحة للاستهلاك أسامة السيد الوحيد الذي قبل بالتحدث لشمس” من بين أصحاب تلك المتاجر حيث قال إنهم لا يختلفون عن غيرهم من متاجر بيع المواد الغذائية، إلا أنهم يتميزون برخص أسعارهم وكثرة الإقبال عليها من أصحاب الدخول المحدودة خاصة في رمضان حيث يشتري الناس مواد غذائية بكميات كبيرة. وأكد أن المواد الغذائية التي يبيعونها لا تشكل أي خطر على المستهلكين، مشيرا إلى أن الكثير منها التي تدخل إلى السعودية ينقص من تاريخ صلاحيتها شهران وذلك تحسبا لأي طارئ، لافتا إلى أن بعض الشركات تعرض منتجاتها بإرسال مناديب ويتم التأكد من تاريخ الانتهاء وكلما قل التاريخ قل السعر. تحذير من البكتيريا القاتلة اعتبر الدكتور طارق رضا استشاري التغذية والصحة العامة رئيس وحدة أبحاث وعلاج السمنة في مركز الموعد الطبي أن المواد المقاربة على انتهاء صلاحيتها لا تشكل خطورة صحية، فتاريخ الصلاحية المدون على تلك المواد حقيقي، بل تضاف له مدة أخرى احتياطية غير مدونة. لكنه حذر من الإفراط في شراء المعلبات الصفيحية المنتفخة لاحتوائها على بكتيريا هوائية قاتلة قد تسبب الموت المباشر. ونصح المستهلكين بتفحص تلك المواد جيدا والتأكد من وجود رائحة أو تغير في الطعم.