تصدر إرهاق الزوجة بالحمل والولادة، وصحتها سيئة، أبرز أشكال العنف الصحي بالسعودية؛ بنسبة 38 في المئة، وفق دراسة قام بها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية، شملت 2040 مفردة، غطت جميع مناطق السعودية. وكشفت الدراسة عن مدى انتشار أشكال العنف الصحي في المجتمع السعودي؛ فقد ذهب 24 في المئة من عينة الدراسة إلى أن إرهاق الزوجة بالحمل والولادة، وصحتها سيئة، منتشر جدا، مقابل 18 في المئة أشاروا إلى أنه نادر جدا، كما أن 14 في المئة يعتقدون أن هذا العنف منتشر، مقابل 24 في المئة قالوا: إنه غير منتشر. من جانبها أوضحت ل “شمس” سلمى العالي (اختصاصية اجتماعية) أن حالات العنف بشكل عام في تزايد مستمر، وبدون ضوابط أو قيود عليها، وهو الأمر الذي أدى إلى تزايد حالات الطلاق؛ حيث وصلت نسبته في المنطقة الشرقية وحدها إلى 45 في المئة، ما يعزز ضرورة ربط العنف الجسدي بغيره من الأنواع، كالعنف النفسي والصحي الذي يأتي نتيجة حتمية للعنف الجسدي، والذي يخلف وراءه أضرارا نفسية وصحية حتمية، وهو ما يعرف بالصحة النفسية، التي يقضي العنف الجسدي عليها تماما. وتضيف: “العنف يمارس من قبل الأزواج على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية، وعلى الرغم مما يحملونه من شهادات عليا؛ حيث وردت إلينا حالات كانت فيها نسبة المعنف صاحب الشهادات العالية، كبيرة، وغالبا يكون الضرب أبرز أشكاله تجاه المرأة الحامل، دون خوف أو رادع من تداعيات هذا العنف على المرأة ذاتها وعلى الجنين”. وعن الأسباب الرامية إلى تزايد هذه الحالات تقول العالي: “لا نستطيع الجزم بأن السبب يكون من الزوج، قد يكون أيضا من الزوجة، إما بسبب فروقات اجتماعية أو ثقافية أو علمية، أو حتى اختلاف وظيفي بينهم، ما يؤجج الغيرة والخلافات”. وتشير العالي إلى أنواع أخرى للعنف تمارس على المرأة، منها العنف النفسي الذي يأخذ شكل التهديد تارة، والخيانة الزوجية تارة أخرى، علاوة على السيطرة التامة على المرأة، والتي تشكل حزمة من الضغوطات تمارس بشكل كبير عليها تفضي إلى العنف الصحي. وتستطرد: “في البيئات التي تعد نسبة الثقافة فيها محدودة، نجد أن خوف المرأة من أن يتزوج زوجها عليها، واضح، في حالة عدم إنجابها أو إنجابها للبنات، ما يجعلها تعيش في قلق دائم، قد يؤدي إلى اكتئاب، إلى جانب انصرافها نحو ممارسات غير صحية، مثل الحميات التي تتبعها بعض النساء لهدف إنجاب الذكور، والتي تضر بصحتهن، فضلا عن الحمل المتكرر؛ ما يؤدي إلى إرهاق الرحم أو ارتفاع نسبة السكر أو ارتفاع ضغط الدم”. وتلفت العالي إلى أن أبرز أشكال العنف الصحي، إرهاق المرأة بالحمل والولادة؛ بُغية إنجاب الأولاد، وحالات الحمل المتكررة، والتخلف الثقافي لدى بعض النساء في كثرة الإنجاب؛ ظنا منهن أن ربط الزوج يأتي من بوابة الأطفال، فترهق نفسها بالحمل المتكرر الذي يضر بالرحم، وقد تضطر أحيانا إلى استئصاله بسبب كثرة الولادات.