“المدرسة لا يمكن أن تنتج وتحقق أهدافها التربوية دون استقرار في داخلها”.. بهذه العبارة بدأ بعض أولياء أمور التلاميذ في احدى ثانويات محافظة الأسياح سرد معاناتهم ل”شمس” مع أبنائهم التلاميذ من واقع المدرسة، الذي وصفوه بالجو غير الصحي لعمل تربوي سليم وفق أطر وأساليب معروفة، ولكن (وعلى حسب تعبيرهم) مدير المدرسة مارس الإرهاب على أبنائهم. وقال علي الحربي، أحد أولياء الأمور، إنه تقدم بشكوى لمكتب التربية والتعليم بمحافظة الأسياح بخصوص الحسم غير المبرر من قِبل إدارة المدرسة لدرجات السلوك الخاصة بابنه، ولكن إدارة المدرسة ممثلة في مديرها اتصلت بابنه نحو الساعة الواحدة والنصف ليلا؛ ليتم تهديده (بحسب رواية ولي أمر التلميذ)؛ ليوقع تنازلا عن الشكوى وإلا فإن درجاته في السلوك سيتم خفضها وبشكل أكبر من السابق؛ ما دعا الابن إلى توقيع تنازله عن شكوى والده. وذكر ولي أمر التلميذ أن استدعاء ابنه في هذا الوقت المتأخر من الليل مخالف للأنظمة واللوائح، مفيدا بأنه سيتقدم بشكوى عاجلة لمحافظ الأسياح للتحقيق فيما جرى. وقد رفع أولياء الأمور شكوى إلى مكتب التربية والتعليم بمحافظة الأسياح يوضحون من خلالها الخصم غير المبرر من قبل المدرسة لدرجات السلوك والمواظبة، وتم إرسال لجنة للتحقيق في الأمر، ولكن بعد أسبوع من الشكوى؛ ليتم إعطاء المدير فرصة للتعديل في ملفات التلاميذ وجعل الأمر يبدو نظاميا. وذكروا أنه بعد الاطلاع من قبل اللجنة على ملفات التلاميذ تبيّن لهم أن الخصم تم بشكل نظامي، وأنهم ذهلوا من كميات المخالفات والتأخرات على أبنائهم، وتساءلوا “إذا كان الأمر لم يحدث به تزوير فكيف لم نبلغ بتأخير أبنائنا ومخالفاتهم حسب ما تقتضيه لائحة السلوك؟ وكيف يتم العمل فقط بنصف اللائحة من خلال عدم زيادة الدرجات لأبنائنا إذا ما التزموا بالسلوك الحسن حسب ما تقتضيه لائحة السلوك؟!”. “شمس” من جانبها اتصلت بعبدالله الفهيد مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الأسياح ونقلت له شكوى أولياء الأمور، فقال: “إن أولياء الأمور تقدموا بالفعل بالشكوى، وتم إرسال لجنة للتحقيق في الأمر، وبعد اطلاعها على ملفات القضية تبين أن عمل المدير نظامي، وتم اكتشاف خطأ لأحد التلاميذ، وتمت التوصية بتعديل درجاته”. وعن الطريقة التي بها استدعاء أحد التلاميذ في وقت متأخر من الليل أوضح أنه ليس لديه علم بهذه القضية ولم يتلق أي شكوى بهذا الخصوص. من ناحية أخرى كشف لشمس” أحد المعلمين في المدرسة أنه بالفعل تم تطبيق النظام من قبل المدير، لكن لم يتم تطبيقه بشكل تام على التلاميذ ككل؛ إذ توجد لديهم ملفات كثيرة لتلاميذ لم يتم تفعيل اللائحة عليهم، وما تم يعد ظلما كبيرا وقع على التلاميذ إذا ما علمنا أن آخر الإشعارات لتلاميذ لم يتم فيها خصم، فكيف يتم هذا الأمر وبزمن لا يتعدى أربعة أسابيع؟!. وبسؤال لشمس” عما إذا كانت هناك إشعارات لأولياء الأمور تنبههم لتلك المخالفات أفاد التويجري وكيل المدرسة بأنه لم يتم إشعار أولياء الأمور بشكل رسمي بتاتا، وأن هذا ما حدث، معترفا بالتقصير. وقد حاولت الصحيفة الاتصال بمدير المدرسة ولكن تعذر عليها ذلك بسبب سفره وإغلاقه هاتفه الجوال.