.. يسعى نادي برشلونة الإسباني لبناء ملعب جديد يتسع لأكثر من 150 ألف مشجع في إطار سعيه لتوسيع استثماراته والاستفادة من شعبيته الجارفة والعدد الكبير من الحضور لمبارياته في ظل ما يملكه من نجوم وما يحققه من إنجازات كان آخرها ثلاثية الموسم الماضي حين فاز بالدوري والكأس محليا ودوري أبطال أوروبا الأهم على مستوى العالم. الملعب الجديد سيكلف النادي الكتالوني مليار يورو بما يضمه من منشآت ومرافق تتفق وأهمية ومكانة هذا النادي العريق. وبالنظر إلى التكلفة والمردود المتوقع والكيفية التي ستكون عليها هذه المنشأة العملاقة، نطرح السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الجماهير الرياضية وهو أين نحن من مثل هذه الاستثمارات؟! وماذا سيكلف بناء ملعب مشابه لدينا في السعودية؟! ونستطيع أن نقارن هنا بين تكلفة هذا الملعب الذي سيقام في أغلى مناطق العالم والتكلفة التي يمكن أن يكلفها لدينا. ورغم أن الأسعار هنا أرخص والأيدي العاملة أقل تكلفة، فإنه لا يمكن إقامة ملعب مشابه بنفس التكلفة. حيث اعتدنا أن تكون الأسعار مضاعفة لدينا مع قلة الجودة والنوعية. فنحن ندفع الكثير ولا نحصل على نفس مستوى الجودة الموجودة في الدول المتقدمة وكوريا واليابان على سبيل المثال. ولعل قرار المقام السامي الكريم بإسناد إنشاء ملعب جدة إلى شركة أرامكو السعودية يعكس الرغبة الحقيقية في الاستفادة التامة من الخبرات والتجارب التي تملكها شركة أرامكو لبناء مدينة رياضية متكاملة تكون معلما حضاريا للسعودية وشبابها. وشخصيا أعتقد أن (أرامكو) ستنجح في تقديم منشأة متكاملة للشباب الرياضي وبأفضل الأسعار المتاحة عالميا، وهنا يكمن الفرق. فالعلاقات الواسعة لشركة أرامكو مع الشركات المتخصصة والمكاتب الاستشارية ستكفل لها تحقيق النتائج المرجوة بأقل التكاليف وأفضل جودة. وهي تجربة بالفعل تستحق الثناء والإشادة حتى قبل أن تبدأ وستكون جدة محظوظة بوجود مدينة عالمية تعد إضافة حقيقية للمنشآت الرياضية السعودية، مع أمنيتي أن تتجه الشركة نحو الاتجاه السائد حاليا والمعتمد على محاكاة الصالات الرياضية للألعاب من حيث التكييف والتركيز على الملاعب المغطاة لتوفير الأجواء المناسبة للنشاطات الرياضية. وحتى في الدول المتقدمة التي لا تعاني من حرارة الطقس، هناك ملاعب مغطاة على أعلى مستوى ويمكن الاستفادة منها طوال العام دون النظر للأجواء والتي كثيرا ما كانت العائق الرئيسي في تطور المستوى الفني ومحاكاة الدول المتقدمة.