وكأن جدة المزدحمة صيفا بحاجة لمزيد من الزحام وخنق الأنفاس وإرباك الحركة المرورية، ففي الوقت الذي يسعى فيه رجال المرور لتطبيق القانون وتحرير المخالفات ضد سائقي الشاحنات الذين لا يلتزمون بعدم السير في الشوارع الرئيسية والطرقات السريعة وقت الذروة، فإن هؤلاء السائقين يضربون بالنظام عرض الحائط ويتجاهلون تطبيقه ليتسببوا في كثير من الحوادث بسبب إرباكهم الحركة المرورية التي لم يحترموا قواعدها، لتكون النتيجة حوادث وأخطاءً وضحايا وزمنا ضائعا في انتظار العبور عبر عنق الزجاجة. ففي الطرق الداخلية وبعض الطرقات الرئيسية - إن لم تكن جميعها - يمكن مشاهدة عشرات الشاحنات وهي تزاحم المركبات الصغيرة، بسيرها في وقت الذروة الصباحية بين الساعة السادسة والتاسعة، والمسائية من الساعة ال12 وحتى الثالثة، ومن الخامسة مساء وحتى الواحدة صباحا، وهي ذات الفترات التي حددت إدارة المرور منع مرور الشاحنات خلالها للطرق الرئيسية داخل المدن. وخلاصة ذلك تجاهل السائقين للنظام وعدم احترامهم له في ظل عدم تطبيق عقاب رادع، وذلك ما جعل بعض الجداويين يصف المشاهد اليومية لطرقات مدينتهم ب حرب الشوارع التي تدور بين قائدي السيارات، وبحسب الوقائع فإن المشكلة لن تنتهي من دون حزم في فرض الالتزام على سائقي الشاحنات من خلال تغليظ العقوبة على المخالفين وتشديد الرقابة على الطرقات وتغريم أصحاب الشاحنات التي تسير في غير موعدها بمبلغ كبير. شمس نزلت الى شوارع جدة لترصد حجم التزاحم وحرب الشوارع التي يعانيها أهالي جدة، والوقوف على سيناريو الفوضى التي تضرب المدينة بسبب عدم احترام النظام المروري.