في الحالة الثانية التي تجري في المنطقة خلال شهرين، تبرع مواطن شاب عمره 35 سنة، بإحدى كليتيه لمريضة لا يعرفها ولا تعرفه، عمرها 36 سنة، وأم لخمسة أطفال، كانت تعاني فشلا كلويا مزمنا منذ وقت طويل. ونجحت عملية الزراعة بشكل تام، وتماثل المتبرع ومستقبلة التبرع للشفاء وحالتهما مستقرة، وإن كانا لا يزالان خاضعَين للمتابعة الطبية في مستشفى القوات المسلحة بالجنوب. وإثر ذلك كرّم العميد الركن عبدالله بن فالح الودعاني مدير مستشفى القوات المسلحة بالجنوب الشاب المواطن المتبرع، وقدّم له هدية رمزية وشهادة شكر وتقدير، وأثنى على موقفه الإنساني البحت. وكان المتبرع الخيّر، زار المستشفى قبل نحو شهرين وأعلن نيته للتبرع بإحدى كليتيه لأي مريض يرى المستشفى أنه في حاجة ماسة إلى عملية الزراعة، لكن لم تتطابق أنسجته العضوية مع أنسجة المرضى آنذاك، ثم عاد الشاب مرة أخرى ليكرر عرضه، غير أنه لم يجد مريضا تتوافق أنسجتهما مع بعضها البعض لإتمام الزراعة. وبعد زيارته الثالثة للمستشفى أخبره الأطباء بمريضة يمكن لجسدها أن يتقبل الكلية المزروعة منه، فوافق على الفور وأجريت العملية التي تكللت بالنجاح. ويمنع القانون الطبي في معظم دول العالم، ومن بينها السعودية، إجراء عمليات زرع أعضاء بين معارف من غير ذوي القرابة. إذ تجرى عمليات زراعة الأعضاء المتبرع بها؛ بين الأقارب فقط، أو بين متوفين متبرعين بأعضائهم ومستفيدين، أو بين متبرع ومستفيد لا يعرفان بعضهما البعض، وذلك للخروج من مشكلة المتاجرة بالأعضاء البشرية.