يعي الجميع الدور الكبير والمؤثر الذي يقوم به عمد الأحياء، والأعمال المنوطة بهم لخدمة أبناء الحي وتسهيل مصالحهم وحفظ أمنهم.. ولا يرتبط عمل عمدة الحي بدوام رسمي ثابت مثل باقي الموظفين الحكوميين، وإنما يتواصل عمله في منزله ليلا ونهارا فهو يستقبل أصحاب الطلبات والحاجات في جميع الأوقات، ويتابع المصالح الإدارية، التي تتمثل في حصر السكان والمساكن، وحماية المصالح الأمنية، باعتبار أن عمله يتبع في الأساس وزارة الداخلية.. كل هذا يمثل عبئا ماليا واجتماعيا ونفسيا عليه، يجب معه أن يكون هناك مقابل مجزٍ يعوضه عن كل ذلك.. فهل يحصل العمدة على ما يوازي ما يقدمه للمجتمع والدولة من خدمات؟ السلم توقف! الواقع يقول إن العمد يعانون على المستوى الوظيفي أشد المعاناة، فهناك من أمضى في مرتبته أكثر من عشر سنوات، وتوقف به السلم الوظيفي دون ترقية، والبعض منهم تم تعيينه على وظائف مستخدمين برواتب متدنية، لا تكفي لتقديم القهوة للمترددين على مجلس العمدة يوميا.. على الرغم من أن بعضهم يحمل شهادة البكالوريوس، بينما يعمل بالمرتبة 33. وعلى الرغم من وجود مكرمة ملكية لتحسين أوضاع الموظفين، الذين يعملون بوظائف لا تناسب مؤهلاتهم الدراسية، إلا أنها لم تشمل العمد ونوابهم. صعوبات حالة علي عبدالله العودة، عمدة حي البشر والإسكان بمدينة بريدة، الذي يشغل المرتبة السادسة، ومستحق للترقية منذ عام 1422ه ومتوقف عن العلاوة السنوية، تجسّد حال العمد ومعاناتهم بسبب تلك الأوضاع. يقول علي: “مهام العمدة كبيرة جدا، حيث نقوم بمتابعة السكان، ومشاركة الجهات الأمنية في مهامها، ونقوم بإحضار والإبلاغ عن المطلوبين لبعض الجهات الحكومية المختلفة”. ويوضح علي: “لكن هذا العمل يصطدم بصعوبات نواجهها، من أهمها وأصعبها عدم الترقية، والحرمان من العلاوة السنوية، وكذلك عدم وجود مكاتب لنا داخل الأحياء، وعدم توافر وسائل نقل واتصال، حيث نقوم ببعض المهام على سياراتنا الخاصة وبوسائل اتصالنا الخاصة كذلك”. اللجنة الوزارية ويؤكد علي: “أنا مستحق للترقية منذ عام 1422ه، وإلى الآن راتبي متوقف عن العلاوة السنوية”. ويضيف: “العمدة لا يترقى إلا على وظيفة عمدة”. ويقول: “شكلت لجنة وزارية لدراسة وضع العمد ونوابهم منذ 24 / 2 / 1427ه، لكن لم تكن هناك نتائج لهذه اللجنة حتى الآن”. ويتساءل: “ورد في نظام العمد تأمين مكاتب داخل الأحياء ووسائل نقل واتصالات، لكن أين هي؟”. وضع بائس أما فيصل قاعد المطيري فيعمل عمدة لحي الفيحاء ومجاورها بمحافظة عنيزة، وهو يحمل شهادة البكالوريوس تخصص خدمة اجتماعية، ويعمل على وظيفة مستخدم في المرتبة 33. وهو يقول: “وضع العمد حاليا صعب جدا ولا يرقى إلى مستوى الطموح”. ويضيف: “لا يحصل العمدة على حقه كموظف حكومي”. ويوضح: “أعمل على وظيفة مستخدم، مع أن مؤهلي الجامعي يؤهلني للحصول على المرتبة السادسة، حسب نظام وزارة الخدمة المدنية، كما أنه لا يوجد ترقيات حتى التقاعد”. ويذكر المطيري: “خاطبنا الجهات المختصة أكثر من مرة، لكن دون جدوى”. ويقول: “نسمع منهم وعودا بأنه سيتحسن وضعنا قريبا، لكن لا نعلم متى (قريبا) هذه؟”. ويناشد المطيري عبر “شمس” (ملك الإنسانية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ للنظر في وضع العمد، وتحسين أوضاعهم الوظيفية والمادية”. تحسين الأوضاع عبدالله محمد السويد عمدة حي الفايزية هو الآخر على المرتبة السادسة ومؤهله جامعي؛ تحدث إلينا وقال إنه أمضى ست سنوات على هذه المرتبة، وأنه غير راضٍ عن وضعه، ويطمح في الترقية. ويطالب السويد بفتح مكاتب داخل الأحياء، وتأمين وسيلة نقل. ويضيف أنه يخشى أن يبقى على مرتبته حتى التقاعد، كما حصل مع زملائه الذين سبقوه. ويطالب السويد المسؤولين بسرعة تحسين أوضاع العمد؛ أسوة بباقي موظفي الدولة في القطاعات الحكومية الأخرى. سن التقاعد عبدالله صالح الشقيران عمدة حيي الشماس والعجيبة في بريدة؛ يقول إنه يحمل شهادة البكالوريوس، ويعمل على المرتبة السادسة، ومستحق للترقية منذ عام 1425ه. ويضيف: “لكن لم أحصل على ترقيتي حتى الآن، ولا أعلم متى؟”. ويوضح: “أظن أن حالي سيكون كباقي الزملاء، الذين بقوا على مراتبهم التي عينوا عليها حتى وصلوا سن التقاعد”. ويؤكد: “لقد أمضيت في المرتبة السادسة ثماني سنوات من دون الحصول على ترقية، والتي تعتبر من أهم الحوافز التي تشجع وترفع من معنويات الموظف، وهي في الوقت ذاته حق من حقوقه”. ويؤكد، أن “وضع العمد بشكل عام يحتاج إلى تطوير وتحسين، وأملنا كبير في المسؤولين؛ لتحقيق مطالبنا الشرعية”. الترقيات صالح عبدالرحمن الهويمل عمدة على المرتبة السادسة منذ عشر سنوات؛ يقول: “من أهم الصعوبات عدم فهم المجتمع لدور العمدة”. ويأمل بأن تتواصل الترقيات، ويضيف: “أتمنى أن أحصل على المرتبة التي أستحقها، حيث إنني أمضيت عشر سنوات على المرتبة السادسة”. ويشيد الهويمل “بوقفة المسؤولين، وحرصهم على رفع مستوانا وتحسين اوضاعنا الوظيفية”.