مع حلول فصل الصيف، وضعف الرقابة على موزعي العصيرات والحليب كامل الدسم وقليله، تقع صحة المواطن تحت خطر تناول أغذية أفسدتها أشعة الشمس الحارقة، التي تتميز بها الأجواء السعودية صيفا.. والسبب يعود إلى أن الموزعين ينقلون كراتين العصيرات والحليب فوق شاحنات مكشوفة، غير مجهزة بمبردات لنقل المواد الغذائية بصورة صحية؛ فتتعرض للحرارة العالية، تحت تأثير الأشعة لساعات طويلة خلال عملية النقل.. ومن المؤكد علميا أن هذا التعرض يؤدي إلى تفاعلات كيماوية تؤدي إلى فساد تلك الأغذية من عصائر وحليب وغيرها؛ وبخاصة إذا علمنا أنها تحتوي على مواد حافظة، ومكسبات طعم كيماوية؛ مثل نكهات الشوكولاته والفراولة والموز وغيرها.. وبالتبعية فإن هذا الأمر ينعكس سلبا على صحة المواطن الذي يستهلك تلك الأغذية من عصائر أو حليب. الصلاحية وتتناسب فترة صلاحية أي غذاء للاستهلاك، تناسبا عكسيا مع سرعة التدهور الذي يحدث في جودة هذا الغذاء، نتيجة التأثر بما يتعرض له من ظروف مختلفة أثناء النقل والتخزين.. كما أن ما يحدث من تغيرات يؤدي إلى عدم صلاحية الغذاء للاستهلاك، يؤدي أيضا إلى خسائر مالية كبيرة وحدوث أضرار صحية للمستهلكين.. ولذلك يلزم اتباع الاشتراطات الصحية عند تخزين ونقل الأغذية الحساسة، والتأكد من تطبيقها من قبل القائمين على تلك المخازن ومتابعتهم بالتفتيش وحفظ سجلات لهم لتسهيل المتابعة. أين العقوبات؟ وتعليقا على الموضوع؛ ذكر الدكتور عبدالوهاب القحطاني أستاذ التسويق المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن قائلا إن كل شيء جائز «في ظل غياب نظام حماية للمستهلك، وفي ظل غياب نظام للعقوبات التي توقع على التجار المخالفين للشروط الصحية لنقل الأغذية». وأضاف: «التاجر يريد أن يربح بقدر ما يستطيع على حساب المواطن». وقال: «التاجر كل همه السعي لتهيئة الظروف التي تقلل التكاليف والمصروفات». النقل المجهز وذكر القحطاني أن «النقل الصحي للمواد الغذائية من المفترض أن يقوم على سيارات مجهزة لتبريد المنتجات بدرجة حرارة معينة، في حاويات مخصصة لذلك». وأوضح أن «أشعة الشمس الشديدة تسلط على المنتجات أثناء نقلها في بلادنا، سواء كانت عصائر أو حليبا أو أجبانا أو ما شابه». وأكد أن «جميعها تحتوي على مواد حافظة، قد تتحول هذه المواد الكيماوية، تحت تأثير التفاعل بفعل حرارة الشمس، إلى مواد سامة تضر بصحة المستهلك». وأضاف أنه «لا بد من أن تحفظ هذه المنتجات تحت درجة حرارة مناسبة لها لتجنب مخاطر ذلك التفاعل غير محمود العواقب». الرقابة وشدد القحطاني على أن «التاجر والناقل لا بد من أن يقوما عند توزيع هذه المنتجات، بتوفير الحافظات والحاويات المناسبة، التي تحفظ المواد الغذائية بعيدا عن تأثير حرارة الشمس». وأكد أن «من المفروض أن تتم مراقبة سلوكيات البائعين، وبخاصة عند نقل المواد الغذائية». وطالب «بمواصفات عالية الجودة لعملية النقل». ودعا «إلى سرعة نقل المواد الغذائية إلى الأماكن المخصصة لبيعها، وعدم تعريضها طويلا لأشعة الشمس، حفاظا على خواصها وفوائدها الغذائية». وكما دعا إلى «الاهتمام بعمليات تخزين تلك المواد ووضع تلك المنتجات في مخازن مخصصة، تتوافر بها مبردات بدرجة حرارة مناسبة». لائحة النقل ومن ناحيته؛ قال المستشار القانوني فهد بن حبيب الدغيلبي أن «نقل المواد الغذائية الاستهلاكية، في الغالب إما أن يكون بواسطة المصنع المنتج للسلعة الغذائية، أو أن يكون بواسطة متعهد لنقل البضائع».وأكد الدغيلبي أن «المشرع نظم اللوائح ووضع الشروط التي تضمن سلامة المواد الغذائية». وأشار إلى أنه «حدد الجزاءات في حالة وقوع المخالفة». مسؤولية جنائية وأوضح الدغيلبي أنه «في حال ثبتت المخالفات، فإن الناقل يكون مسؤولا مسؤولية كاملة عن هذا الضرر الذي سيلحق المادة الغذائية التي ينقلها، سواء كان ذلك بتعمد منه أم بإهمال وتقصير». وأكد أن «المسؤولية لا تقف عند الغرامة أو إيقاف الترخيص، وإنما نقل مسؤوليته إلى المسؤولية الجنائية».