الصفقة في عالم الاقتصاد تعني الصرف المادي والعمل الناجح ويقابله الربح المجزي، وفي العامية تعني الضربة المبرحة على الخد. وبين هذا وذاك نعيش في هذه الأيام صفقات الصيف التي بدأت مع نهاية الموسم الأخير ولا نعلم أيا من تلك الصفقات ستحمل المعنى الاقتصادي وليس العامي. والنصر صاحب أكثر التعاقدات إلى وقتنا هذا التي منها ما يحمل الصفة الرسمية ومنها ما يحمل الصفة الشفهية. واقترب النصر من التوقيع مع محمد السهلاوي مهاجم القادسية بصفقة الموسم كما يقولون بما يفوق ال30 مليون ريال في أكبر عملية انتقال في الدوري السعودي. وبدأ مفاوضات مع الموسى أخوان كامل وأحمد ومع عبدالرحمن القحطاني نجم الوسط الاتفاقي وعبده حكمي لاعب القادسية، كما وقع مع زيلعي أبها وينتظر زميله القرني. ويفاوض أيضا اثنين من لاعبي الأرجنتين بعد أن فاوض حسين عبدالغني (السوبر السعودي السويسري). كم من هذه المفاوضات ستحمل بين طياتها المعنى العامي لكلمة الصفقة مثلما حملته قبل ذلك صفقات خالد الشمراني ومرزوق العتيبي وعبدالله حماد ورزاق للجماهير الصفراء؟!! وأنهى الهلال تعاقده مع البلجيكي جيريتس مدرب مرسيليا الفرنسي وعيسى المحياني نجم الهجوم الوحداوي ودخل في مفاوضات مع محمد مسعد نجم الأهلي. ويبدو أن الهلال لن يتعاقد مع أكثر من ثلاثة لاعبين نظرا لصفوفه المكتملة، ولا يريد أن يعيد معنى كلمة الصفقة (العامية) لجمهوره كما فعل بالتوقيع مع ليكنز البلجيكي. وظفر الاتحاد بالرهيب مدافع الاتفاق المتميز عقب تنافس مع الهلال أعاد للأذهان البرازيلي زي روبرتو وهو بسن الاعتزال الكروي. وهنا أيضا نذكر بصفقات الاتحاد التي حملت بين طياتها المعنى (العامي) لجمهور الاتحاد ومنها صفقة (بيبتو) الشهيرة. وبدأ الأهلي الراقي صفقة غريبة من نوعها وهي التعاقد مع خالد بدرة المدافع التونسي الكبير ولكن ليس لاعبا بل مشرفا وإداريا، وبدأ التحرك بحثا عن لاعبين يعزز بهم الصفوف. وما أكثر صفقات الأهلي التي تحمل المعنى (العامي) للصفقة وآخرها الموسم الماضي مع قدوين النيجيري! ووقع الشيخ الشبابي مع فلافيو الأنجولي الأبرز في صفوف الأهلي القاهري ويفاوض المبدع تفاريس مدافع الريان القطري ويوعد جماهيره بالتوقيع مع نجم دولي سعودي والأيام المقبلة كفيلة بكشف تلك الوعود. ولم يقتصر التعاقد مع الأسماء المحلية والأجنبية لاعبين أو مدربين على الأندية الكبار وحدها، وإنما أيضا الأندية لا أقول الصغيرة فلا صغير في دوري المحترفين، وإنما أقول الأندية الكبيرة الأخرى غير المدعومة إعلاميا ولم نشاهد تعاقداتها على صفحات الجرائد اليومية عدا الرائد الذي تابعنا قبل أيام توقيعه مع اثنين من لاعبي نادي العروبة هما موسى الشمري وعبدالمجيد الرويلي، وأيضا مازن الفرج من نادي الهلال بعد نهاية فترة إعارته لأبها. وهناك الكثير من صفقات الصيف الساخن والساخنة. يا رؤساء الأندية ويا مشرفيها ويا متخذي القرار فيها: جماهيركم ومحبوكم ينتظرون منكم الصفقات التي تبيض وجوهكهم فخرا ولا تحمرها ألما، ودمتم.