هناك قصص عديدة عن البقشيش وعن منشأ الفكرة، فكلمة “بقشيش” هي كلمة تركية تعني الأجر الذي يدفع لمن يؤدي خدمة تافهة، وهي تعني بالإنجليزية TIPS وتساوي To Insure Prompt Service أي لتأمين خدمة سريعة.. وفي المقاهي والحانات الإنجليزية ولدت الفكرة للحصول على أفضل خدمة.في بادئ الأمر كان يعطى البقشيش عند الوصول إلى المكان، وليس عند الخروج منه، فليس هناك أي داع لترك البقشيش بعد الانتهاء من تناول وجبتك، فقد لا تعود إلى هذا المكان أو ذاك قط، ولكن عندما تترك مبلغا من المال للنادل عند دخولك إلى المكان، فسوف تحصل على أفضل خدمة ممكنة. إتيكيت وفي أمريكا بدأ البقشيش باجتياح البلاد بعد الحرب الأهلية، وأدت الفكرة إلى نشوب العديد من المشاكل في الأوساط الشعبية، فلاقت معارضة كبرى من قبل عديد من الأشخاص الذين رأوا في البقشيش مذلة وتحقيرا للعامل، وهذا الشعور يؤدي إلى الطبقية.. غير أن البقشيش انتصر في نهاية المطاف على النظريات الأخلاقية وتابع مشواره، بل أصبح اليوم في أمريكا من ضمن “الإتيكيت” الأمريكي في المطاعم والفنادق.. وقد تصل نسبة البقشيش إلى 25 في المئة من قيمة الفاتورة الإجمالية بعد أن كانت 10 في المئة في الماضي. عيب وفي بريطانيا ينتظر منك أن تترك قيمة 10 في المئة من قيمة الفاتورة. الغريب في الأمر، أن هناك فكرة عن البريطانيين بأنهم بخلاء، لأنهم لا يتركون بقشيشا ذا قيمة، في حين أن بريطانيا كانت أول دولة أوجدت فكرة البقشيش في العالم.وإذا كانت أمريكا ملكة البقشيش، فيمكن القول إن بريطانيا تقع في منتصف الطريق بالنسبة للدفع، لأن إيسلاندا ونيوزيلاندا واليابان بلدان تجد في البقشيش عيبا كبيرا ومشينا. ليس مدينة في أمريكا توجد لافتات صغيرة توضع في معظم المطاعم، تقول: Tipping is not a city in China وهذا يعني أن “البقشيش ليس مدينة في الصين”، وهذا يكفي ليعلمك أن البقشيش إجباري وليس اختياريا.