يعاني بعض الناس أحيانا، وهو نائم، من الشعور بمن ينقض عليه ويحاول كتم أنفاسه، ويعجزه عن الحركة.. ويحاول النائم في هذه الحالة، إسماع صوته لمن حوله طلبا للنجدة، لكن الصوت لا يخرج، ويبدو النائم للرائي كأنه يتثاءب؛ فلا صوت له يُسمع.. هذه الحالة يطلق عليها اسم (الجاثوم). ويختلف الناس في تفسيرهم للجاثوم في ثلاث فئات.. فهناك من يعتقد أنه (جني).. وهناك من يرى أنه مرض نفسي له ارتباط بالصرع.. وفريق ثالث يقول إن سببه النوم على غير طهارة. فأين هي الحقيقة من كل ذلك؟ عرض نفسي يقول أحمد الشايع: “هذه الأعراض نفسية، وتكون ضمن أعراض الصرع، كالمشي أثناء النوم والتحدث خلال النوم”. ويضيف أن “لها مسببات عدة؛ فقد تكون عضوية، وقد تكون نفسية”. وأشار إلى أنها “تنتج من إرهاق الجسد، الذي يندرج تحته عدم انتظام النوم، وعدم انتظام الأكل، وتنتج أيضا من الضغوط النفسية والمالية، والتفكير في أمور معينة يصعب تنفيذها”. الجثاث أما عبدالله هادي فيذكر: “منذ أن كنت طالبا جامعيا، وأنا أعاني الجاثوم، لدرجة أنني أصبحت معتادا عليه، إذ أشعر به قبل أن يتمكن من تقييد حركة جسدي”. ويضيف: “فأجاهد لأحرك قدمي أو يدي أو حتى إصبعا واحدة لتكون كافية لذهاب الجاثوم أو الجثاث”. ويوضح: “لا أعلم حقيقة الجاثوم، لكن أعتقد أن له علاقة بالصرع”. عدم الطهارة ويقول محمد الدغيلبي: “أذكر أن جدتي كانت تقول لنا إن الذي ينام وهو على غير طهارة، أو يكون في ملابسه آثار دم، فإن الجاثوم يأتي إليه”. ويضيف: “كان في تلك الفترة يأتيني الجاثوم باستمرار، على الرغم من عدم توافر الشروط التي ذكرتها جدتي”. ويذكر أنه “مع مرور الوقت شرحت ذلك الأمر لأحد المدرسين، الذي أقنعني بأنني أتوهمه فيأتيني، ويجب أن أنساه حتى لا أشعر به”. ويوضح الدغيلبي: “بالفعل لم أعد أشعر به، ومع مرور الوقت، عرفت أسبابه، ومنها: الإرهاق، واختزان المواقف المرعبة”. ويذكر أن “القصص التي ترسخ في الذاكرة قد تؤثر أيضا، وأمور مثل هذه قد تؤثر في حدوث ما يسمى بالنوم القلق”. عدم الصلاة أما الشاب عبدالهادي الشمري فيقول: “الجاثوم، أنظر إليه من منظور ديني بحت، وأعتقد أنه يأتي للذي صدره خال من ذكر الله، ولا يقرأ القرآن، ولا يؤدي الصلوات في المسجد جماعة”. ويضيف: “لكن ما إن يرتبط الإنسان بربه فإنه لن يضره شيء”. العفريت ويقول قايد بن سيف: “الحمد لله.. لم أتعرض لمثل هذا المرض”. ويذكر “أنا أؤمن بالمثل الذي يقول (اللي بيخاف من العفريت يطلع له)”. ويضيف: “لذلك يجب على الشخص عدم التفكير في مثل هذه الأمور”. وينصح من يتعرض له بأن يتوجه إلى طبيب نفسي أو إلى أحد المشايخ، بدلا من فتح المجال للوساوس لتتمكن منه”. النوم.. والجاثوم عبدالله الطمع له رأي آخر؛ حيث يقول: “أعتقد أن الضغوط النفسية، لها دور كبير في حدوث الصرع أو الجاثوم أو التشنج، وغيرها من الأمراض”. ويضيف: “عندما تجتمع مثل هذه الأمور، بالإضافة إلى الإرهاق والسهر، فإن الجهاز العصبي لدى الإنسان بطبيعة الحال لن يتحمل كل هذا الكم الهائل من الضغوط”. ويوضح أنه “ينتج من ذلك تشنج بسيط، ولكن الذين يحيطون بالشخص الذي يعاني منه، وبسبب عدم خبرتهم.. يجعلون الأمر أكثر صعوبة”. ويذكر أنهم “يقومون بإبداء آراء عدة، قد تشتت ذهن المريض، وتحمله ضغوطا إضافية”. مرض نفسي ويذكر الطمع أن “طريقة الإنسان في النوم، قد تساعد على حدوث التشنجات”. ويضيف: “مثلا الجهد البدني والإرهاق النفسي، عنصران ضاران بالجسم؛ ما قد يؤدي إلى حدوث تشنج بأعصاب النائم، فيعتقد أن ذلك جاثوم أو ما شابهه”. ويوضح أن “هناك آراء مغلوطة، والحاصل أن ذلك مرض نفسي إن لم يتداركه الشخص فإن المرض أو الوهم قد يكبر شيئا فشيئا”.