يفتتح الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء اليوم المؤتمر الوطني الأول ل(الأمن الفكري: المفاهيم والتحديات) نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وينظم المؤتمر كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود، وذلك بقاعة حمد الجاسر. ويشارك في المؤتمر 65 متحدثا وعشر متحدثات، يمثلون أكثر من 30 جهة داخل السعودية وخارجها. ويجري على هامش المؤتمر تكريم 12 فائزا في مسابقة البحث العلمي من بينهم ثلاث نساء. سلامة العقيدة وكان الأمير نايف قد أكد أن “أساس الأمن الفكري وأقصر الطرق لتحقيقه هو سلامة العقيدة وصلابة الفكر الصحيح في مواجهة الأفكار المنحرفة ومن يروجون لها”. وأشار إلى أن “مقومات تحقيق الأمن الفكري في السعودية مهيأة تماما”. وأضاف أن “المجتمع السعودي متدين بطبعه ويستند إلى إرث عظيم من الالتزام بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة واجتهادات السلف الصالح”. وأوضح أنه “يزخر بعلماء أجلاء لتصحيح ما قد يلتبس فهمه، وتفنيد ما قد يروج له الذين لا يريدون خيرا للإسلام وأهله”. التعاون العربي وقال الأمير نايف: “إن الدول العربية في حاجة إلى استراتيجية واضحة للأمن الفكري”. وأعرب عن ترحيبه بأن “تكون الاستراتيجية الوطنية التي يجري إعدادها حاليا أساسا لبناء الاستراتيجية العربية للأمن الفكري”. وأوضح أن “الاستراتيجية تنطلق من قناعة كاملة بأن كل جريمة يتم ارتكابها تسبقها فكرة منحرفة تمكنت من العقل وسيطرت على الحواس”. وأشار إلى أنه “ربما استثمرت بعض الظروف والمتغيرات الاقتصادية أو السياسية لتبرير تحولها من مجرد فكرة إلى جريمة وتهديد للأمن”. وأشار إلى أن “الاكتشاف المبكر للانحراف الفكري بمختلف اتجاهاته وأسبابه يساعد على مضاعفة القدرة على علاجه”. وشبه الانحرفات الفكرية بالأمراض الخطيرة، وقال: “إن إمكانية الشفاء منها إذا تم اكتشافها مبكرا”. المواجهة العلمية وشدد النائب الثاني على “ضرورة تأصيل مفهوم الأمن الفكري في المناهج العلمية”. وأشار إلى أهمية “رصد وتحليل التحديات والصعوبات التي تواجه جهود تعزيز الأمن الفكري”. وأكد “أهمية تقويم الجهود التي تهدف إلى معالجة مشكلات الأمن الفكري”. ودعا إلى “تشجيع البحوث العلمية الجادة والرصينة التي تساهم في تعزيز هذا الأمن”. وأكد أن “لجان المناصحة وبرامج التوعية حققت نتائج طيبة، بكشف أباطيل أصحاب الفكر الضال واحتضان التائبين منهم”. استراتيجية للأمن من جهته أوضح الدكتور عبدالله العثمان مدير جامعة الملك سعود أن تكليف وزير الداخلية لكرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري بمهمة إعداد الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري يكشف عن “تقديره لدور المؤسسات العلمية والجامعات في التصدي لكل الظواهر أو الأفكار التي تهدد أمن البلاد، وتستهدف الإنجازات والمكتسبات الوطنية”. وأشار إلى أن “المؤتمر يمثل أحد الأنشطة المرتبطة بخطة إعداد الأمن الفكري”. المحددات والإشكالات من ناحية أخرى أكد الدكتور خالد الدريس المشرف على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري أن المؤتمر يهدف إلى تأصيل مفهوم الأمن الفكري وتقويم الجهود المبذولة لتحقيقه من خلال ثلاثة محاور رئيسة: الأول يناقش (مفهوم الأمن الفكري: المحددات والإشكالات)، ويتناول مفهوم الأمن الفكري وما يتصل به، ونشأته وتطوراته، ومكونات مفهوم الأمن الفكري وأصوله، إضافة إلى مناقشة إشكالات مفهوم الأمن الفكري والبدائل المقترحة. وأشار الدريس إلى أن المحور الثاني يعالج (تحديات الأمن الفكري ومعوقاته: تشخيص وتحليل)، ويناقش التحديات ذات الصلة بالثقافة الدينية والتحديات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية والإعلامية. وأضاف أن المحور الثالث يتناول كيفية معالجة مشكلات الأمن الفكري وآليات تفعيل ودور الأجهزة الأمنية والعلماء والمفكرين ومؤسسات المجتمع المدني لتعزيز الأمن الفكري، ويناقش المؤتمر أكثر من 66 بحثا علميا تم اختيارها من بين أكثر من 200 بحث، رشحت للمشاركة في أعماله.