مباراة الشباب والهلال في إياب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال كانت حولها ملاحظة يجب علينا الوقوف أمامها.. وبالتحديد المهتم والمعني بتطوير كرة القدم واحترافية نجومنا اللاعبين؛ حيث إنهم المحور الرئيسي لهذا التوقف عند تلك الملاحظة، كيف لا وهي سبب مباشر في (تردي) مستوى الكرة المحلية ومستوى اللاعبين لدينا!! حيث إن اللاعب لدينا يفوت فرصة ذهبية للتسجيل مقابل أن يكسب دور البطولة بتمثيله في إحدى حلقات المسلسل الشهير (طاش ما طاش)، وهذا ما حدث في تلك المباراة من نجوم الفريقين وبالذات من اللاعب المحترف أحمد الصويلح الذي كلما اشترك مع مدافعي الشباب يسقط على الأرض ويمثل ويصرخ، يطلب مرة بفاول ومرة أخرى بكارت للخصم وأخرى يسقط على الأرض وهو ممسك برأسه على أنه تعرض لضربة في الرأس، وعندما اقترب منه الحكم إذا هو يقبض على قدمه فلا نعلم هل الضرب في الرأس يؤثر على القدم؟!! والمشهد الآخر كان للمحترف عبدالعزيز الخثران الذي فوّت فرصة هدف محقق مقابل أن يمثل على الحكم ويكسب ضربة جزاء فلا هو سجل تلك الفرصة ولا هو حصل على طلبه بركلة الجزاء. وفي الجانب الشبابي تحدث عن النجم الأول عبده عطيف وعن ناصر الشمراني والقائمة تطول.. طبعا هذا المشهد تكرر في هذا الموسم أكثر من مرة، وفي أكثر من مباراة، ومن نجوم كبار ومحترفين، إلى درجة أننا أصبحنا نعرف نجوما كبارا في أندية أخرى مشهورين بالتمثيل، وبالطبع المتضرر هو أنديتهم في المقام الأول، وأيضا المتابعون لهم؛ حيث إن هؤلاء اللاعبين فقدوا وأفقدوا المتابع ما يسمى في الملاعب الأخرى ب(اللعب الرجولي) حتى أن بعض الحكام المحليين لدينا أصبحوا يجارون اللاعبين لدينا؛ ففي أي احتكاك بين اثنين من اللاعبين لا يستحق التوقف يطلق الحكم صافرته ليوقف اللعب والمحصلة النهائية أننا في مباراة من تسعين دقيقة نشاهد مباراة من ثلاثين دقيقة أو أقل، وفي المباريات الحماسية نشاهد تقريبا أربعين دقيقة كما تحدث بذلك المدير الفني السابق لنادي الهلال كوزمين. أننا ونحن نشاهد الدوري الإنجليزي مثلا أو الإيطالي أو حتى الإسباني نشاهد ونلاحظ الفارق الكبير بين اللاعبين لدينا واللاعبين لديهم، ليس في البنية الجسمانية أو الإمكانيات الفنية والمهارية، وإنما في الحماس داخل الملاعب وكيف أنهم يشعلون الملاعب في الوقت الفعلي للمباراة (تسعين دقيقة)، ولا تتوقف الكرة عندهم إلا في الضرورة القصوى، ولا يتقنون الأدوار السينمائية كما لدى اللاعبين الموهوبين لدينا في (التمثيل) داخل منطقة جزاء الخصم وخارجها وفي منتصف الملعب وأيضا حارس المرمى في منطقته واللاعبون الاحتياطيون على مقاعد الاحتياط، وربما تعدى ذلك إلى غرفة تغيير ملابس اللاعبين. يا سادة يا كرام، لماذا لا نعاتب لاعبينا عتاب المحبين والطامحين في وصولهم إلى النجومية والاحترافية الفعلية لا الاسمية؟ المحللون الرياضيون، الكتاب أصحاب الأقلام المؤثرة في الوسط الرياضي، المديرون الفنيون، المشرفون على اللعبة، المشجعون والمتابعون والمقربون من اللاعبين يجب عليهم انتقاد نجومهم المقربين منهم على هذه الجزئية (التمثيل الممل) الذي يقتل متعة المشاهدة والمتابعة، وقبل هؤلاء كلهم اللاعب نفسه يجب عليه أن يعلم أنه محترف كرة قدم لا محترف تمثيل، يجب عليه أن يعلم أن المشاهدين له لا يرغبون منه هذا التصرف الممل، لا يحبون أن يشاهدوا لاعبهم المفضل في دور سينمائي يمثل عليهم قبل الحكم، يجب على هذا (المحترف) أن يمتع نفسه باللعب الرجولي ويمتع المشاهدين له، ويحقق ما هو أهم وهو تحقيق الانتصار من الفرص السانحة له لا أن ينتظر أن يكسب (فاول) من خارج منطقة الجزاء أو أن ينتظر ضربة جزاء لتحقيق هدف انتصار فريقه، ولو استغل الفرص المتاحة له لحقق ما هو مطلوب منه من دون مساعدة من الحكم، والأهم أنه أمتع واستمتع.. ودمتم.