هناك قصة واقعية عن رب أسرة لديه عدد من البنات، وقد سئم لحاله فقد كان يريد ابنا ذكرا، ثم وصل به الحال أن هدد زوجته التي حملت هذه المرة أيضا، إن هي أنجبت بنتا فسيطلقها!.. وتمر الشهور والقلق والخوف والشعور بالظلم يستبد بالزوجة المسكينة، حتى جاء يوم الحسم عندما شعرت بآلام المخاض واقتربت ساعة الولادة، فأخذها زوجها إلى المستشفى فأدخلت غرفة الولادة وطلب منه الانتظار خارج الغرفة. جلس الزوج على مقعد الانتظار فغلبه النعاس فنام، ورأى في منامه أنه مقبل على باب من أبواب جهنم ليدخل منه، فلما هم بدخوله وإذا بابنته الكبرى تصده عنه وتمنعه من دخوله، فاتجه إلى باب آخر، وإذا بابنته الثانية تذود عنه وتمنعه من الدخول، ثم اتجه إلى الثالث فوجد ابنته الثالثة تصده عن دخول جهنم، وهكذا كلما وجد نفسه مقبلا على باب من أبواب جهنم يهم بدخوله وجد بنتا تصده عن الدخول، حتى اتجه إلى باب من الأبواب وهم بدخوله والهلع قد خلع قلبه.. ولم يجد من يصده، فلما أوشك على عبور الباب صرخ فزعا من نومه وانتبه من حلمه وإذا بالممرضة مقبلة عليه قائلة (رزقت ببنت) فصاح قائلا: الحمد لله..!! الأبناء (ذكورا وإناثا) يحتاجون إلى التربية الحسنة والرعاية باستشعار أننا مسؤولون أمام الله عنهم، ثم أمام ضمائرنا. الولد والبنت كلاهما سند لنا وامتداد، لكن عندما لا يكون الابن كما يتمنى أبواه فسيكون وبالا عليهما، بل قد يكون نقمة ويسيء إلى اسم أبيه الذي يحمله. إذاً هو ليس بأسهل تربية من البنت، بل قد يحتاج إلى متابعة أكثر بحكم قضائه وقتا أكثر خارج المنزل. قال صلى الله عليه وسلم: (من كان له ثلاث من البنات فصبر عليهن وسترهن وكساهن، كنّ له حجابا من النار) .. ودمتم.