أصدرت هيئة الغذاء والدواء أمس، بيانا حول وباء إنفلونزا الخنازير الذي انتشر في الأمريكتين، وسُجلت حالات إصابة به في أوروبا والشرق الأوسط، أعطت فيه نبذة عن المرض ومصادره وأعراضه وكيفية الوقاية والعلاج منه، وجاء في بيان الهيئة أنه “رغم عدم توفر الخنازير ومنتجاتها في السوق المحلية إلا أن قطاع الدواء بالهيئة العامة للغذاء والدواء يود أن يوضح نقاطا بخصوص هذا المرض. فهو مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي لدى الخنازير، الذي يتسبب فيه فيروس الإنفلونزا من نوع (أ) (H1N1)، ونسبة انتشاره كبيرة بين الخنازير، بينما نسبة خطورته قليلة بالنسبة للحيوان ذاته، وينتشر هذا المرض بشكل أكبر في فصل الشتاء مع إمكانية وجوده بين الخنازير في باقي فصول السنة. ويؤكد الباحثون أن هذا الفيروس يختلف عن فيروس الإنفلونزا الذي يصيب البشر. ويمكن أن ينتقل هذا الفيروس من خنزير إلى آخر عن طريق التنفس المباشر وغير المباشر، إضافة إلى الإفرازات التي تخرج من الأنف، كما يمكن أن ينتقل هذا الفيروس إلى البشر عن طريق الاحتكاك بهذه الحيوانات من خلال المزارع أو غير ذلك، أو من شخص إلى آخر عن طريق السعال أو الكحة أو ملامسة الأشياء التي تعرضت للحيوان”.وأضافت الهيئة في بيانها التحذيري الوقائي: “ما يقلق في الأمر أن أعراض إصابة الإنسان بحمى الخنازير لا تختلف عن أعراض إصابة الإنسان بفيروس الإنفلونزا الذي يصيب البشر، مثل الإصابة بالحمى (حيث إنه غالبا ما تكون درجة حرارة الجسم مرتفعة) والسعال وآلام في الجسم والصداع والإرهاق ورشح الأنف أو انسداده. كما قد يحدث القيء والإسهال أيضا. ونتيجة لوجود هذا التشابه في الأعراض توجب على الطبيب أن يأخذ نبذة عن حياة المريض لمعرفة احتمالات إصابته بمرض إنفلونزا الخنازير. وينصح الاختصاصيون بغسل اليدين بشكل متكرر بعد التعرض للخنازير بالذات، بالإضافة إلى تجنب لمس الحيوانات التي تظهر عليها علامات المرض. وفي حال الإصابة بمرض أعراضه تشبه أعراض الإنفلونزا فيجب إخبار الطبيب. ولتحديد إذا ما كنت مصابا بحمى الخنازير فإنه لا بد من أخذ عينة من الأنف أو الحلق. ويرجع سبب الإصابة بالإنفلونزا لدى البشر في معظم الحالات إلى فيروس الإنفلونزا المنتشر بين البشر. حيث من غير الطبيعي الإصابة بفيروس حمى الخنازير؛ ولذا من الضروري إبلاغ السلطات الصحية في السعودية عن أية حالات من الممكن تصنيفها ضمن حمى الخنازير، وخصوصا للقادمين من بلاد موبوءة”. وحول اللقاحات المستخدمة قالت الهيئة إنه توجد “عدة لقاحات من الممكن أن تساعد في الشفاء منه ولكنها ليست فعالة بنسبة كاملة. وأحد أسباب عدم الشفاء هو وجود العديد من السلالات المختلفة لفيروس الإنفلونزا التي من الممكن أن تصيب الخنازير؛ ولذلك فإن اللقاحات قد لا تمنع أو قد لا تكون فعالة ضد العديد من هذه السلالات. وقد صدرت الموافقة على أربعة أدوية مضادة للفيروسات في أمريكا لمعالجة الإنفلونزا التي تصيب الإنسان وذلك لتأثيرها على هذا الفيروس وهي أمانتادين (amantadine)، وريمانتادين (remantadine)، وأوزيلتاميفير (oseltamivir)، و زاناميفير (zanamivir)، لكن أحدث فيروسات إنفلونزا الخنازير الذي عزل من الإنسان كان مقاوما لدواء أمانتادين (amantadine) و ريمانتادين (remantadine ). وعليه يوصي مركز الرقابة والوقاية من الأمراض بأمريكا باستخدام أوزيلتاميفير (oseltamivir) أو زاناميفير (zanamivir) للعلاج والوقاية من عدوى إنفلونزا الخنازير. وهذه الأدوية مسجلة محليا تحت الأسماء التجارية Relanza و Tamiflu.