أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن التصريحات السلبية الصادرة عن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة لا تنبئ عن بوادر إيجابية نحو عملية السلام. ورأى أن تجاهلها لمبدأ الحل الدولي القائم على إقامة دولتين مستقلتين، وضربها عرض الحائط بخطة خارطة الطريق، وتفاهمات أنابولس وغيرها من قرارات الشرعية الدولية، من شأنه إعادة عملية السلام إلى نقطة الصفر. وشدد على ضرورة وقف الاستيطان والتزام إسرائيل بقرارات مجلس الأمن (1860)، وإنهاء سياسة العقوبات الجماعية، ورفع الحصار عن الفلسطينيين. ورأى الفيصل أهمية قيام المجتمع الدولي وأمريكا على وجه الخصوص، ببذل جهودهما لحمل إسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، بما في ذلك مبادرة السلام العربية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده الفيصل مع ديفيد ميليباند وزير خارجية بريطانيا بمقر وزارة الخارجية السعودية. العنف في العراق وعبّر الفيصل عن استنكار السعودية وصدمتها من أحداث التفجيرات الأخيرة في العراق، وما خلفته من ضحايا وتدمير كبيرين، وبخاصة بعد أن استبشرت خيرا بالتحسن الأمني في العراق. وأعرب عن أمله في أن تتكلل جهود الحكومة العراقية بالنجاح في ملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية، وأن تتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع العراق الشقيق. وكان الجانبان السعودي والبريطاني قد حضرا منتدى (الحوار بين مملكتين) الذي شارك فيه رجال أعمال وسياسيون من البلدين. وأصدرا بيانا أكدا فيه أهمية أن تؤتي العلاقات بين البلدين ثمارها في تكريس التحاور والتعاون. وأعرب الجانبان عن تطلعهما أن تشكل القرارات الصادرة عن قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي استضافتها المملكة المتحدة، حافزا لاستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي، وإصلاح النظام المالي الدولي. وفي الشأن الأفغاني، أوضح الفيصل أن السعودية تابعت الاستراتيجية الجديدة التي أقرتها قمة حلف شمال الأطلسي في اجتماعها الأخير في ستراسبورج، بما فيها توسيع مهام الحلف لتشمل الجهود المدنية. وأكد أهميتها لتحقيق التنمية الاجتماعية للشعب الأفغاني، بما يسهم في دعم جهود إعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان. كما رحب بما اشتملت عليه الاستراتيجية، في العمل على دعم الاستقرار في باكستان. النووي الإيراني وأعلن الفيصل أنه تم بحث الملف النووي الإيراني، ورحب بالتوجه الإيجابي للحكومة الأمريكية، ورغبتها في معالجة الأزمة دبلوماسيا عبر الحوار. وعبر عن أمله في أن تستجيب الحكومة الإيرانية لجهود حل الأزمة، بالشكل الذي ينأى بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط عن مخاطر انتشار الأسلحة النووية، ويكفل حق كافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضح الفيصل أن بلاده ترى أن الحل الوحيد يكمن في تبني سياسة جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، الهادفة إلى جعل منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي، خالية من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك (إسرائيل). وفيما يخص لبنان واستقراره وأمنه وسلامته، دعا الجانبان جميع الفرقاء اللبنانيين إلى الابتعاد عن لغة التوتر والتصعيد، وتهيئة الأجواء الملائمة لإجراء الانتحابات النيابية المقبلة، بشكل سلمي وفق أحكام الدستور اللبناني واتفاق الطائف، بعيدا عن ممارسة أي ضغوط أو ترهيب. التوافق بين الشعوب من جهته، أكد وزير خارجية بريطانيا أهمية بناء التفاهم بين الدولتين، وتعزيز الاتصالات بين الحكومتين والشعبين ورجال الأعمال. وأوضح أنه ناقش مع الأمير سعود الفيصل الموقف السياسي الحالي في العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وقال: "مباحثاتنا السياسية كانت إيجابية، وتركزت على الحاجة إلى المصالحة السياسية والتوافق بين الشعوب المختلفة لحل الاختلافات"، مشيرا إلى تناولها ما يتعلق بالعنف والإرهاب. وأعلن تأييد بلاده إحراز تقدم في القضية الفلسطينية على أساس قرارات الأممالمتحدة والقرار رقم 1860 الذي دعا إلى التزامات من الجانبين. وأعرب عن اعتقاده أنه من المهم أن يلتزم كلا الجانبين بالتزامات حكوماتهما السابقة وإيقاف الاستيطان الإسرائيلي. ووصف وزير الخارجية البريطاني الوضع في لبنان بأنه هش. كما أوضح أن العراق لديه إمكانية للوصول إلى الاستقرار، معربا عن القلق حيال العنف الذي حصل أخيرا. وفيما يخص أفغانستانوباكستان، أكد أن التنمية الاقتصادية أمر محوري في الدولتين لتحسين الوضع السياسي. وحول الملف النووي الإيراني قال إن من المهم التوحد خلف الاتجاه الأمريكي الجديد، الذي يشكل احتمالا للوصول إلى استقرار في المنطقة. واعتبر أن البرنامج النووي الإيراني تهديد خطير، لا بد من أخذه في الاعتبار.