· رسم الصقور الخضر خارطة العودة الحقيقية إلى طريق التأهل الخامس بثقة واقتدار وعبر بوابة المنتخب الإيراني ومدربه المُكابر/ المتطاول وفي أرضه وبين الكثافة الجماهيرية في ملعب أزادي الثوري الطائش! هذا بالإضافة إلى مواقف التحكيم الآسيوي غريبة النهج وظروف النقص التي طرأت على تشكيلة منتخبنا الوطني. · بكل هذه المعطيات والعراقيل والتداعيات استطاع نجوم الأخضر تجاوز أهم منعطف في التصفيات مُعلنين العودة الجادة والقوية إلى رأس الأفضلية في القارة كمنتخب لاتزيده المواقف الصعبة إلا تألقا وإشراقا وإبداعا بلا حدود. · نعم منتخبنا السعودي كما هو معروف عنه لا يعترف بالأسماء ولا يؤمن بالتخصصات والإنجازات الفردية، الجميع في حالة تضحية وإيثار لهذا الوطن المعطاء بعيدا عن الإسفاف واستمرارية الفرضيات عبر أطروحات الشأن الفردي وحالات الإعجاب للناقد والحاقد على حد سواء تحت بند الميول والأهواء الشخصية. · في موقعة طهران تجلت الروح والقتالية والحراك الفني المُقنع جدا لكل المتابعين وكان جميع النجوم في موعد مع التميز والثقة بالنفس؛ وبالتالي جاءت النتيجة مُحرضة للبهجة والفرح في جميع مُدن المملكة التي شهدت شلالات فرائحية مشروعة ولكن مُختصرة جدا انتظارا للقادم الأجمل والأكثر نضارة كإنجازٍ نحن أهلُ له .. ولا شك. · وغدا في دُرة الملاعب لقاء آخر أكثر أهمية في مشوار جنوب افريقيا أمام المنتخب الإماراتي الكبير الذي يحتاج لتهيئة وتجهيز من الجهاز الفني بقيادة الرائع بيسيرو الذي أحدث فرقا واضحا في مُدة قصيرة جدا .. ويبدو أنه درس الأمور وتابع المُعطيات ووضع الحلول المناسبة في توقيت ولا أجمل وظروف ولا أصعب في قسوتها .. ومع ذلك نجح في الاختبار (الأهم) بتلك المجموعة الأساسية التي قدّمت أفضل العروض منذ أشهر مضت! · كل التهنئة للقيادتين السياسية والرياضية في هذا البلد الأمين وألف مبروك لكل الجماهير الرياضية في المملكة والخليج على هذا الفوز المثالي جدا الذي أعتبره شخصيا مفتاح التأهل لكأس العالم ومن أوسع أبواب المجد. تمريرات هادئة · تفاعل مسؤولي الأندية السعودية في نقل الجماهير إلى الرياض غدا، يؤكد معاني الوفاء والحُب من الجميع وقت الجدّ والمؤازرة في المهمات الوطنية.. وبإذن المولى سيصل منتخبنا للنقطة العاشرة بعد أمسية الغد. · المُدرب بيسيرو مُطالب بالثبات في التشكيل وعدم المُجازفة باستدعاءات (ما لها لزوم!) فالنجوم الموجودون فيهم الخير والبركة ومن خلالهم سيكون للتأهل الخامس إن شاء الله ذكريات جميلة.. ولن تنسى! · عدم استعجال النتيجة والهدوء والتركيز في الأداء هي أبرز معايير الكسب في لقاء الغد .. المهارات الفردية مطلوبة أحيانا ولكن بشرط ألاّ تكون على حساب العمل الفني الجماعي ..وبالتوفيق .. إلى اللقاء. ركزة يقول أحد الأدباء: قبل ستين عاما كنت أعرف كل شيء والآن لا أعرف شيئا. التعلّم: اكتشاف مُتدرج لمدى جهلنا !!