ما أقسى أن يولد أملٌ ثم بأيدينا نغتاله.. ونحمل نعشه... ونشيعه لمثواه الأخير ونحن باكون متألمون وكأننا لم نغتله يوما... نحاول إقناع الذات ببراءة واهمة.. وإمعانا في الإقناع نبكي حد فقد البصر ولكن هذا لايكفي.. ربما يمزقنا الندم والألم فبعد فقد الأحبة هل من ملجأ إلا العدم في عالمك قد أصبحت أنا ماضيا ماضيا آتيا من عالم النسيان قد نكرتني ذاكرتك... وقتلتني مشاعرك القاسية... ولكن... ربما أولد من جديد في قلبٍ أكثر حنانا من قلبك في وادٍ أكثر نداوة من أرضك القاحلة ولذلك أطلب منك ألا تبكيني بعد الآن.. لقد تحررت من عالمك.. ووجدت رحابا أوسع.. وعالما أجمل فلا البكاء يعيد الميت ولا الندم يعيد ما ضاع منا فكفى بالله عليك بكاء لقد أصبح صوت نحيبك قاتلي أيضا فهلا أطلب منك ألا تقتلني مرتين منى كمال