ثمة إشكالات ومآخذ تسجل على الوسط الرياضي السعودي مما أخِذ وعُرف في مجاله، وهو امر عام ينتشر في كل وسط، ويكاد يكون امرا عاديا، خاصة اذا ما جاء مؤطرا وفي الحدود المقبولة، من ذلك مثلا التعصب، فالتعصب موجود في الرياضة مثله في مجالات وشؤون الحياة الأخرى وبكل الدرجات التي يوجد بها في الرياضة، ففي الفن متعصبون وفي الثقافة متعصبون وفي الإعلام متعصبون، حتى للمدن والصحف والأحياء والشوارع والمسميات والقنوات والفضائيات هناك متعصبون الى درجة ان هناك من يتعصب (لبطنه) فهو لايريد ولا يقبل الا نوعا محددا من الطعام، بغض النظر عن فوائده ومضاره وما يمكن ان يسببه لجسده ولحياته، والمتعصبون للبطون سيأتي وقت ويقلعون عن تعصبهم رغما عنهم، لكن ذلك لا يكون عند البعض الا بعد تعرض حياته للخطر، واذا ما شدد عليهم الأطباء في التعليمات، والأمر لا يختلف رياضيا، ففيها لا يقلع البعض عن تعصبه (المقيت) الا اذا تعرضت صحته للخطر، واصبح يعاني من امراض العصر وهي امراض التعصب مثل ارتفاع ضغط الدم، وعندها قد لا يقلع فقط عن التعصب وانما عن (تناول) كل ما يرفع ضغطه وقد لا يكون ذلك سوى كل ما له علاقة بلون الفريق المضاد والمنافس، واعوذ بالله من (هكذا) تعصب لا يمتّ للعقل والأخلاق والروح الرياضية بصلة.. مؤخرا انتشر مأخذ آخر في الوسط الرياضي وتغلغل في افراده ومسؤوليه بصورة اصبحت واضحة تماما وتشكل ضررا كبيرا، وهو(المبالغة) في التعامل مع قضاياه وموضوعاته، فنحن نبالغ في كل امر يتعلق بالشأن الرياضي وفي التعاطي مع حراكه بكل اشكاله وانماطه وأفعاله المختلفة سواء الخاص منها والمتعلق بلون محدد (لون النادي) المفضل او العام منها (الوطني). المبالغة هي صيغة تؤخذ من الأفعال، فهي اسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة، وقد تُحول صيغة اسم الفاعل نفسها الى صيغ المبالغة، وهو ما يحدث في الوسط الرياضي، فالمبالغة تحضر عند الفوز والفرح، ولا يكون الفرح والابتهاج عند حدود الزهو والسعادة، وانما لابد من المبالغة بالإساءة الى المنافسين، والحزن عند الخسارة مثلا لا يقف عند اسبابه والنظر في مسبباته والغضب من ذلك وعلاجه وانما لابد من المبالغة بإيجاد المبررات وإلقاء التهم والمسؤولية على الآخر. وهكذا في الأمور الأخرى التي تتعلق بقضايانا، فعند حدوث خطأ من الجانب المفضل (نبالغ) في التبرير وفي (التعمية) والتعتيم والإخفاء، وعندما يأتي الخطأ من الآخر وأقصد بالآخر (المنافس) الذي لا ينتمي ولا يشجع النادي المفضل، يكون التعامل بالتضليل والتضخيم والتهويل واعتباره من عظائم الأمور؛ بحثا عن أقسى العقوبات وأغلظها، مبالغة (مبالغ فيها) الى درجة (استعداء) السلطة اوالقرار!! شفرة (كل في سوقه يبيع خروقه)!