يعاني الباعة في المحال التجارية والمكتبات بعض التصرفات الفردية التي يقوم بها البعض من خلال قراءتهم الصحف أو الكتب وهم واقفون بالقرب من (الإستاند) الخاص بالصحف والكتب، وما يزيد غضب الباعة عدم شرائهم الصحيفة أو الكتب بعد الفراغ من قراءتها، بالإضافة إلى أنهم يتسببون في تعطيل حركة المتسوقين؛ بسبب وقوفهم للقراءة. "شمس" سلطت الضوء على هذه الظاهرة، يقول عزيزالدين، بنجلاديشي الجنسية، ويعمل في سوبر ماركت: لم تجدِ كل الحيل لثني الزبائن عن القراءة وهم وقوف فقد قمنا ب(تدبيس) صفحات الصحف؛ لكي لا يتمكن من فتحها وقراءتها، وهناك بعض المجلات تأتي وهي مغلفة في كيس من النايلون وبذلك لا يتمكن من قراءتها إلا بعد شرائها ونزع الكيس منها. ويضيف: "هناك الكثير منهم يقرؤون وهم واقفون وبعد أن ينتهي الواحد منهم من الصحيفة، إما أن يشتري صحيفة أخرى أو أن يقرأ صحيفة أخرى ويغادر دون أن يشتريها، لكن نسبة الذين يقرؤونها ثم يشترونها لا تكاد تذكر، وسبق أن وضعت لوحة إعلانية تشير إلى منع القراءة في المحل، ولم تجدِ نفعا، بل إن بعضهم ابتكر حيلة جديدة بحيث يأخذ الصحيفة ويتجول في المحل وكأنه يبحث عن غرض ما بينما هو يقرأها وبمجرد الانتهاء منها يعيدها إلى مكانها ويشتري شيئا آخر غير الصحيفة. محمود مبارك، مصري الجنسية، ويعمل بائعا في أحد المراكز التجارية، يرى أنها ظاهرة سلبية جدا وليست وليدة اليوم، بل هي قديمة، لكن نحاول قدر المستطاع عدم السماح للزبائن بالقراءة بهذا الشكل؛ لأنهم يعيقون الحركة داخل المحل، فضلا عن أمر آخر، يتمثل في الزبائن الآخرين، فعندما يأتي ليشتري صحيفة ما ويجد أنها سبق أن قرئت قبله فإنه يسأل إن كان هناك نسخة أخرى؟.. فإن لم يجد فإنه لا يشتريها ويذهب إلى محل آخر، رافضا أن يشتريها بعد أن قُرِئت قبله، وكأن ما فيها من أخبار قد مسحت، وأحاول ثنيهم عن هذا الأمر، إلا أنهم يقولون لي مسألة مبدأ ولا أعلم أي مبدأ يقصدونه. الأمر ذاته يتكرر في الكثير من المكتبات التي تبيع الكتب المختلفة، فتجد أن البعض يبحث مدة طويلة عن كتاب ما ويقضي ما يراوح بين نصف ساعة وساعة يقرأ بعض أجزاء الكتاب، وفجأة يعيده إلى مكانه ولا يشتريه، ولعل هذا الأمر كثيرا ما يحصل في الوقت الحالي في معرض الكتاب الذي أقيم في العاصمة الرياض، إذ إن السمة الطاغية على الجو العام أن تجد المتسوقين يقفون لقراءة ما تقع عليه أنظارهم في مختلف الكتب المتنوعة في المعرض من دون شراء.