لم تعد ادعاءات قدرة تحليل الشخصية عبر قراءة الكف محصورة بمن امتهنوا هذه الوسيلة لكسب المال، بل تجاوزتهم لتتحول إلى ما يشبه الهواية، خصوصا لدى طالبات المدارس والجامعات، اللواتي يبحثن على الدوام عن هوايات جديدة يمكن ممارستها داخل النطاق المحدد لهن اجتماعيا ورسميا. ولا تقترب هذه الميول مما يُعرف بالتنجيم أو قراءة الطالع، بل تتوقف عند الاستنتاجات فقط من خلال مؤشرات ظاهرة تعتمد على دقة الرصد قد يكون معظمها غير صحيح، لكن كل هذا في النهاية ليس سوى هواية تقضي بها فتيات أوقاتهن. تقول مروى، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، وشهيرة بين زميلاتها بقدرتها على استنتاج بعض الطباع من خلال تتبع هيئة خطوط الكف الطبيعية، وهي تقول: إن هذه الهواية نشأت معها وتعلمتها “بالخبرة وليس بالتعلم، إذ لا موارد لتنمية هذه الهواية”. وأشارت إلى أن هذه الهواية أدت إلى خلق مشكلات بينها وبين مدرستها، حيث وقعت حتى الآن على تعهّدين بعدم ممارسة قراءة الكف. وأوضحت مروى، أن مواقع إنترنت أصبحت تهتم بهذه الهواية أخيرا، مشيرة إلى أن ثمة فارقا بين قراءة الكف لادعاءات معرفة الغيب، التي يلجأ إليها المحتالون والمحتالات من أجل المال، وبين قراءة الكف لمجرد معرفة بعض العادات الخاصة التي تنعكس على خطوط الكف. وقالت: “إن كل ذلك لا يتعدى التسلية فقط”. قراءة الماضي.. وليس المستقبل أما سلوى، وهي أكبر قليلا من مروى، حيث تدرس في الجامعة، فأوضحت كذلك أن الأمر بدأ من خلال تتبعها لاختبارات تحليل الشخصية التي تنشرها بعض المجلات ووسائل الإعلام وتعبّر عن فرع من فروع علم النفس، وقالت إنها انطلقت من هذه الاختبارات نحو محاولة التعرف على كيفية قراءة الكف والفنجان ليس من أجل قراءة الطالع، كما يقال، بل لقراءة الماضي، وتشير إلى أن الفارق كبير بين الحالتين. وأوضحت أنها رصدت قدرتها على بعض الأمور غير الاعتيادية كالتنبؤ الدقيق بالطقس، وذلك منذ طفولتها، لكنها لم تتجه نحو تنمية هذه القدرة أو صقلها إلا قبل وقت قريب، بحسب قولها، من خلال قراءتها في هذا المجال وتعلّمها للطرق الحسابية الأكثر دقة. خبرة بالممارسة فيما قالت منال، وهي طالبة في المرحلة الثانوية، إن ما تسميه “الهوس” بقراءة الكف بدأ معها “مستفيدة لا ممارِسة”، حيث كانت تذهب إلى كل فتاة تسمع أنها تستطيع أن تحلل الشخصية من خلال الكف، ومع اللقاء بفتيات عدة من صاحبات الهواية وجدت أن بإمكانها أن تصبح هي الأخرى “ممارسة لا مستفيدة فقط”، وبالفعل أشاعات بين زميلاتها قدرتها على تحليل شخصياتهن، وتعلمّت على عدد منهن واستفادت، بحسب ما قالت، من تجارب سابقاتها التي كانت زبونة دائمة لهن. وقالت منال: “إن معظم صديقاتها لا يثقن بتحليلاتها، خصوصا إن لم تكن تعجبهن”، لكنها قالت: “إنهن رغم ذلك يترددن عليها يوما بعد آخر، وتحاول بعضهن التعلم منها كما تعلمت هي من سابقاتها”. الأبراج تدخل الخط أما نورة فقد تخطت الكف نحو مجال آخر أقدم وجودا وأكثر تعقيدا، وهو مجال الأبراج، وقد بدأت معها هذه الهواية، بحسب روايتها ل شمس” من خلال متابعة ما تنشره المجلات حول الأبراج، وأكدت تعلقها بها إلى حد أنها أصبحت تتابعها يوميا وتقرأ فيها كثيرا؛ حتى كوّنت خلفية مناسبة عنها. وقالت: “إن مواقع الإنترنت أتاحت بعد ذلك كمَّا معلوماتيا هائلا عن الأبراج جعلها تتجاوز المجلات والصحف القليلة التي تنشر شيئا عن الأبراج. ولم تكتفِ نورة بمجرد قراءة ما يكتب عما يُتوقع لمواليد هذا البرج أو ذاك، بل ركزت اهتمامها على استنتاج الصفات الخاصة بمولودة هذا البرج، بحيث يقتصر دورها على نقل معلومات الأبراج التي تبحرت فيها للراغبات بالاطلاع عليها، وتوسعت من التعرف على الأبراج الشرقية إلى الأبراج الصينية، التي أصبحت تلم بها وتعتبر مرجعا بين صديقاتها في هذا المجال.