في مستشفى العلاية بمحافظة بلقرن، جرت أمس الأول واقعة غريبة نوعها؛ إذ اعتدى مواطن في العقد الرابع من عمره على طبيب مناوب؛ ما أسفر عن إصابة الطبيب بنزيف داخلي في عينه اليسرى. إلى هنا ولا غرابة في الأمر؛ إذ اعتدنا على قراءة حوادث مشابهة، إما لتطاول مرافقي المرضى بلا سبب على الأطباء (الغلابى)، أو غالبا بسبب برودة بعض الأطباء وتعاليهم وإهمالهم الذي يدعو مرافقي مرضى في حالات حرجة إلى الخروج عن طورهم. الموقف الغريب كان من مخلفات الحادثة؛ إذ جرى نقل الطبيب المصاب مباشرة إلى مستشفى الملك عبدالله ببيشة!هل لاحظتم. طبيب يصاب بنزيف داخلي داخل أروقة المستشفى الذي يعمل به، ويصر على نقله إلى مستشفى آخر. بإمكاني أن أتصور السيناريو التالي: يثق الطبيب المصاب بأن المستشفى الذي يعمل به (واجهة) ليس إلا، ويعرف أنه كما يقال (ما عندك احد)، ويوقن أنه فيما لو تلقى العلاج به فربما أصبح في خبر كان بناء على المعطيات التي يشاهدها بأم عينيه في المستشفى، وتأسيسا عليه يصر على عدم البقاء لحظة واحدة في المبنى الذي يسمى (مستشفى العلاية). لا يمكن تفسير موقف الطبيب إلا على أنه عدم ثقة بقدرات وإمكانات المستشفى والعاملين فيه، وإذا ما كان الحال كذلك، فقولوا لنا بالله عليكم: كيف نثق نحن بمستشفيات كهذه؟!